الجمعة، 6 مايو 2022

ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ﴾ [البقرة ٣]

﴿ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ﴾ [البقرة ٣]

القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾٢٦٧- حدثنا محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"الذين يؤمنون"، قال: يصدِّقون.٢٦٨- حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السَّهمي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:"يؤمنون": يصدِّقون(١) .٢٦٩- حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:"يؤمنون": يخشَوْنَ.٢٧٠- حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن مَعْمَر، قال: قال الزهري: الإيمانُ العملُ(٢) .٢٧١- حُدِّثْتُ عن عمّار بن الحسن قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن العلاء بن المسيَّب بن رافع، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: الإيمان: التَّصْديق(٣) .ومعنى الإيمان عند العرب: التصديق، فيُدْعَى المصدِّق بالشيء قولا مؤمنًا به، ويُدْعى المصدِّق قولَه بفِعْله، مؤمنًا. ومن ذلك قول الله جل ثناؤه: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [سورة يوسف: ١٧] ، يعني: وما أنت بمصدِّق لنا في قولنا. وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان، الذي هو تصديق القولِ بالعمل. والإيمان كلمة جامعةٌ للإقرارَ بالله وكتُبه ورسلِه، وتصديقَ الإقرار بالفعل. وإذْ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بتأويل الآيةِ، وأشبه بصفة القوم: أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغَيْبِ قولا واعتقادًا وعملا إذ كان جلّ ثناؤه لم يحصُرْهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى، بل أجمل وصْفهم به، من غير خُصوصِ شيء من معانيه أخرجَهُ من صفتهم بخبرٍ ولا عقلٍ.
* * *القول في تأويل قول الله جل ثناؤه: ﴿بِالْغَيْبِ﴾٢٧٢- حدثنا محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"بالغيب"، قال: بما جاء منه، يعني: من الله جل ثناؤه.٢٧٣- حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدّيّ في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مُرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي ﷺ،"بالغيب": أما الغيْبُ فما غابَ عن العباد من أمر الجنة وأمرِ النار، وما ذكر الله تبارك وتعالى في القرآن. لم يكن تصديقهُم بذلك -يعني المؤمنين من العرب- من قِبَل أصْل كتابٍ أو عِلْم كان عندَهم.٢٧٤- حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزّبيري، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زرٍّ، قال: الغيبُ القرآن(٤) .٢٧٥- حدثنا بشر بن مُعَاذ العَقَدي، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيْع، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة في قوله"الذين يُؤمنون بالغيب"، قال: آمنوا بالجنّة والنار، والبَعْث بعدَ الموت، وبيوم القيامة، وكلُّ هذا غيبٌ(٥) .٢٧٦- حُدِّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس،"الذين يؤمنون بالغيب": آمنوا بالله وملائكته ورُسُلِه واليومِ الآخِر، وجَنّته وناره ولقائه، وآمنوا بالحياة بعد الموت. فهذا كله غيبٌ(٦) .وأصل الغيب: كُلّ ما غاب عنك من شيءٍ. وهو من قولك: غاب فُلان يغيبُ غيبًا.وقد اختلفَ أهلُ التأويل في أعيان القوم الذين أنزل الله جل ثناؤه هاتين الآيتين من أول هذه السورة فيهم، وفي نَعْتهم وصِفَتهم التي وَصفَهم بها، من إيمانهم بالغيب، وسائر المعاني التي حوتها الآيتان من صفاتهم غيرَه.فقال بعضُهم: هم مؤمنو العربِ خاصة، دون غيرهم من مؤمني أهل الكتاب.واستدَلُّوا على صحّة قولهم ذلك وحقيقة تأويلهم، بالآية التي تتلو هاتين الآيتين، وهو قول الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ . قالوا: فلم يكن للعرب كتابٌ قبل الكتاب الذي أنزله الله عزّ وجلّ على محمد ﷺ، تدينُ بتصديقِه والإقرار والعملِ به. وإنما كان الكتابُ لأهل الكتابين غيرِها. قالوا: فلما قصّ الله عز وجل نبأ الذين يؤمنون بما أنزل إلى محمد وما أنزل من قبله -بعد اقتصاصه نبأ المؤمنين بالغيب- علمنا أن كلَّ صِنفٍ منهم غيرُ الصنف الآخر، وأن المؤمنين بالغيب نوعٌ غيرُ النوع المصدِّق بالكتابين اللذين أحدهما مُنزل على محمد ﷺ، والآخرُ منهما على مَنْ قَبْلَ رسول الله(٧) .قالوا: وإذْ كان ذلك كذلك، صحَّ ما قلنا من أن تأويل قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ ، إنما هم الذين يؤمنون بما غاب عنهم من الجنة والنار، والثَّواب والعقاب والبعث، والتصديقِ بالله ومَلائكته وكُتُبه ورسله، وجميع ما كانت العرب لا تدينُ به في جاهليِّتها، مما أوجب الله جل ثناؤه على عِبَاده الدَّيْنُونة به - دون غيرهم.
* ذكر من قال ذلك:٢٧٧- حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حمّاد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدّيّ في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مُرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي ﷺ: أما ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ ، فهم المؤمنون من العرب، ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ . أما الغيب فما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار، وما ذكر الله في القرآن. لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصل كتاب أو علم كان عندهم. ﴿والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ هؤلاء المؤمنون من أهل الكتاب(٨) .وقال بعضهم: بل نزلت هذه الآيات الأربع في مؤمني أهل الكتاب خاصة، لإيمانهم بالقرآن عند إخبار الله جل ثناؤه إياهم فيه عن الغيوب التي كانوا يخفونها بينهم ويسرونها، فعلموا عند إظهار الله جل ثناؤه نبيه ﷺ على ذلك منهم في تنزيله، أنه من عند الله جل وعز، فآمنوا بالنبي ﷺ، وصدقوا بالقرآن وما فيه من الإخبار عن الغيوب التي لا علم لهم بها، لما استقر عندهم - بالحجة التي احتج الله تبارك وتعالى بها عليهم في كتابه، من الإخبار فيه عما كانوا يكتمونه من ضمائرهم - أن جميع ذلك من عند الله.وقال بعضهم: بل الآيات الأربع من أول هذه السورة، أنزلت على محمد ﷺ بوصف جميع المؤمنين الذين ذلك صفتهم من العرب والعجم، وأهل الكتابين وسواهم(٩) . وإنما هذه صفة صنف من الناس، والمؤمن بما أنزل الله على محمد ﷺ، وما أنزل من قبله، هو المؤمن بالغيب.قالوا: وإنما وصفهم الله بالإيمان بما أنزل إلى محمد وبما أنزل إلى من قبله، بعد تقضي وصفه إياهم بالإيمان بالغيب، لأن وصفه إياهم بما وصفهم به من الإيمان بالغيب، كان معنيا به أنهم يؤمنون بالجنة والنار والبعث وسائر الأمور التي كلفهم الله جل ثناؤه الإيمان بها، مما لم يروه ولم يأت بعد مما هو آت، دون الإخبار عنهم أنهم يؤمنون بما جاء به محمد ﷺ ومن قبله من الرسل ومن الكتب.قالوا: فلما كان معنى قوله تعالى ذكره: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ غير موجود في قوله ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ - كانت الحاجة من العباد إلى معرفة صفتهم بذلك ليعرفوهم، نظير حاجتهم إلى معرفتهم بالصفة التي وصفوا بها من إيمانهم بالغيب، ليعلموا ما يرضى الله من أفعال عباده ويحبه من صفاتهم، فيكونوا به -إن وفقهم له ربهم-[مؤمنين](١٠) .
* ذكر من قال ذلك:٢٧٨- حدثني محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا عيسى بن ميمون المكي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين، وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين(١١) .٢٧٩- حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد، بمثله(١٢) .٢٨٠- حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا موسى بن مسعود، قال: حدثنا شِبْل، عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، مثله(١٣) .٢٨١- حُدِّثت عن عمار بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قال: أربعُ آياتٍ من فاتحة هذه السورة -يعني سورة البقرة- في الذين آمنوا، وآيتان في قادة الأحزاب.وأولى القولين عندي بالصواب، وأشبههما بتأويل الكتاب، القولُ الأول، وهو: أنّ الذين وَصَفهم الله تعالى ذِكره بالإيمان بالغيب، وبما وصفهم به جَلَّ ثناؤه في الآيتين الأوَّلتَيْن(١٤) ، غير الذين وصفهم بالإيمان بالذي أنزِل على محمد والذي أنزل على مَنْ قبله من الرسل، لما ذكرت من العلل قبلُ لمن قال ذلك.ومما يدلّ أيضًا مع ذلك على صحّة هذا القول، أنه جنَّسَ - بعد وصف المؤمنين بالصِّفتين اللتين وَصَف، وبعد تصنيفه كلَّ صنف منهما على ما صنَّف الكفار - جنْسَيْن(١٥) فجعل أحدهما مطبوعًا على قلبه، مختومًا عليه، مأيوسًا من إيابه(١٦) والآخرَ منافقًا، يُرائي بإظهار الإيمان في الظاهر، ويستسرُّ النفاق في الباطن. فصيَّر الكفار جنسَيْن، كما صيَّر المؤمنين في أول السورة جِنْسين. ثم عرّف عباده نَعْتَ كلِّ صنف منهم وصِفَتَهم، وما أعدَّ لكلّ فريق منهم من ثواب أو عقاب، وَذمّ أهل الذَّم منهم، وشكرَ سَعْيَ أهل الطاعة منهم.
* * *القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿وَيُقِيمُونَ﴾وإقامتها: أداؤها -بحدودها وفروضها والواجب فيها- على ما فُرِضَتْ عليه. كما يقال: أقام القومُ سُوقَهم، إذا لم يُعَطِّلوها من البَيع والشراء فيها، وكما قال الشاعر:أَقَمْنَا لأَهْلِ الْعِرَاقَيْنِ سُوقَ الـ ... ـضِّرَاب فَخَامُوا وَوَلَّوْا جَمِيعَا(١٧)٢٨٢- وكما حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس،"ويقيمون الصلاة"، قال: الذين يقيمون الصلاةَ بفرُوضها.٢٨٣- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عُمارة، عن أبي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباس،"ويقيمون الصلاة" قال: إقامة الصلاة تمامُ الرُّكوع والسُّجود، والتِّلاوةُ والخشوعُ، والإقبالُ عليها فيها(١٨) .
* * *القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿الصَّلاةَ﴾٢٨٤- حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا جُوَيْبر، عن الضحاك في قوله:"الذين يقيمون الصلاة": يعني الصلاة المفروضة(١٩) .وأما الصلاةُ فإنها في كلام العرب الدُّعاءُ، كما قال الأعشى:لَهَا حَارِسٌ لا يَبْرَحُ الدَّهْرَ بَيْتَهَا ... وَإِنْ ذُبِحَتْ صَلَّى عَلَيْهَا وَزَمْزَمَا(٢٠)يعني بذلك: دعا لها، وكقول الأعشى أيضًا(٢١) .وَقَابَلَهَا الرِّيحَ فِي دَنِّهَا ... وصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ(٢٢)وأرى أن الصلاة المفروضة سُمِّيت"صلاة"، لأنّ المصلِّي متعرِّض لاستنجاح طَلِبتَه من ثواب الله بعمله، مع ما يسأل رَبَّه من حاجاته، تعرُّضَ الداعي بدعائه ربَّه استنجاحَ حاجاته وسؤلَهُ.
* * *القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) ﴾اختلف المفسرون في تأويل ذلك، فقال بعضهم بما:-٢٨٥- حدثنا به ابن حُميد، قال: حدثنا سَلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس،"ومما رزقناهم ينفقون"، قال: يؤتون الزكاة احتسابًا بها.٢٨٦- حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس،"ومما رزقناهم ينفقون"، قال: زكاةَ أموالهم(٢٣) .٢٨٧- حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا جُوَيْبر، عن الضحاك،"ومما رزقناهم يُنفقون"، قال: كانت النفقات قُرُبات يتقرَّبون بها إلى الله على قدر ميسورهم وجُهْدهم، حتى نَزَلت فرائضُ الصدقات: سبعُ آيات في سورة براءَة، مما يذكر فيهنّ الصدقات، هنّ المُثْبَتات الناسخات(٢٤) .وقال بعضهم بما:-٢٨٨- حدثني موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدّي في خبر ذَكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مُرَّة الهَمْداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي ﷺ،"ومما رَزقناهم ينفقون": هي َنفقَةُ الرّجل على أهله. وهذا قبل أن تنزِل الزكاة(٢٥) .وأوْلى التأويلات بالآية وأحقُّها بصفة القوم: أن يكونوا كانوا لجميع اللازم لهم في أموالهم، مُؤدِّين، زكاةً كان ذلك أو نفَقةَ مَنْ لزمتْه نفقتُه، من أهل وعيال وغيرهم، ممن تجب عليهم نَفَقتُه بالقرابة والمِلك وغير ذلك. لأن الله جل ثناؤه عَمّ وصفهم إذْ وصَفهم بالإنفاق مما رزقهم، فمدحهم بذلك من صفتهم. فكان معلومًا أنه إذ لم يخصُصْ مدْحَهم ووصفَهم بنوع من النفقات المحمود عليها صاحبُها دونَ نوعٍ بخبر ولا غيره - أنهم موصوفون بجميع معاني النفقات المحمودِ عليها صاحبُها من طيِّب ما رزقهم رَبُّهم من أموالهم وأملاكهم، وذلك الحلالُ منه الذي لم يَشُبْهُ حرامٌ.

(١) الأثر ٢٦٧- سيأتي باقيه بهذا الإسناد: ٢٧٢. ونقلهما ابن كثير ١: ٧٣ مفرقين. ونقل ٢٦٨ مع أولهما. ونقل السيوطي ١: ٢٥ الثلاثة مجتمعة.
(٢) الأثران ٢٦٩ - ٢٧٠: ذكرهما ابن كثير ١: ٧٣
(٣) الخبر ٢٧١- عبد الله: هو ابن مسعود. وقد نقل ابن كثير هذا الخبر وحده ١: ٧٣، ثم نقل الخبر الآتي ٢٧٣ وحده. وفصل إسناد كل واحد منهما. أما السيوطي ١: ٢٥ فقد جمع اللفظين دون بيان، وأدخل معهما لفظ الخبر ٢٧٧! وهو تصرف غير سديد، لاختلاف الإسنادين أولا، ولأن ٢٧٣، ٢٧٧ ليسا عن ابن مسعود وحده، كما ترى.
(٤) الأثر ٢٧٤- سفيان: هو الثوري، عاصم: هو ابن أبي النجود -بفتح النون- القارئ. زر، بكسر الزاي وتشديد الراء: هو ابن حبيش، بضم الحاء. وهو تابعي كبير إمام. وهذا الأثر عند ابن كثير ١: ٧٣ - ٧٤.
(٥) الأثر ٢٧٥- ذكره ابن كثير والسيوطي أيضًا.
(٦) الأثر ٢٧٦- ذكره ابن كثير ١: ٧٣ هكذا: "قال أبو جعفر الرازي عن الربيع ابن أنس عن أبي العالية. . . ". وذكره السيوطي ١: ٢٥ هكذا: "وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية. . ". فأخشى أن يكون ذكر"عن أبي العالية" سقط من الإسناد من نسخ الطبري، لثبوته عند هذين الناقلين عنه.
(٧) في المخطوطة: "والآخر منهما على من قبله رسول الله"، والظاهر أن صوابها: "على من قبل رسول الله"، كما أثبتناها. وأما المطبوعة ففيها: "على من قبله من رسل الله تعالى ذكره".
(٨) الخبر ٢٧٧- سبق أوله بهذا الإسناد: ٢٧٣. ولم يذكره ابن كثير بهذا اللفظ المطول. وقد مضى في شرح ٢٧١ أن السيوطي جمع الألفاظ الثلاثة: ٢٧١، ٢٧٣، ٢٧٧ في سياقة واحدة!
(٩) في المطبوعة والمخطوطة"وأهل الكتابين سواهم"، والصواب أن يقال"وسواهم". فقد ذكر الطبري ثلاثة أقوال: أما الأول: فهو أن المعنى به العرب خاصة، والثاني: أن المعنى به أهل الكتاب خاصة، فيكون الثالث: أن يعني به الصنفين جميعا وسواهم من الناس.
(١٠) هذه الزيادة بين القوسين واجبة لتمام المعنى. وليست في المطبوعة ولا المخطوطة.
(١١) الأثر ٢٧٨- أبو عاصم: هو النبيل، الحافظ الكبير. عيسى بن ميمون المكي: هو المعروف بابن داية، قال ابن عيينة: "كان قارئًا للقرآن. قرأ على ابن كثير". وثقه أبو حاتم وغيره.
(١٢) الأثر ٢٧٩- هذا إسناد ضعيف، بضعف سفيان بن وكيع، ولإبهام الرجل الذي روى عنه سفيان الثوري. ولكن الأثر موصول بالإسنادين اللذين قبله وبعده.
(١٣) الأثر ٢٨٠- موسى بن مسعود: هو أبو حذيفة النهدي، وهو ثقة، روى عنه البخاري في صحيحه، ووثقه ابن سعد والعجلي. وترجمه البخاري في الكبير ٤/١/ ٢٩٥. شبل: هو ابن عباد المكي القارئ، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما.
وهذا الأثر، بأسانيده الثلاثة، ذكره ابن كثير ١: ٨٠ دون تفصيلها، قال: "والظاهر قول مجاهد - فيما رواه الثوري عن رجل عن مجاهد، ورواه غير واحد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، أنه قال. . . ".
(١٤) الأولة: الأولى، وليست خطأ.
(١٥) سياقه: "جنَّس. . . جنسين"، وما بينهما فصل، وجنس الشيء: جعله أجناسًا، كصنفه أصنافًا.
(١٦) في المطبوعة: "إيمانه"، وهي صحيحة المعنى أيضًا. والإياب: الرجوع إلى الله بالتوبة والطاعة. ومنه قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾
(١٧) في المطبوعة"فحاسوا"، وفي المخطوطة"مجآمرا". وخام في الحرب عن قرنه بخيم خيمًا: جبن ونكص وانكسر. ولم أعرف قائل البيت.
(١٨) الخبران ٢٨٢، ٢٨٣- في تفسير ابن كثير ١: ٧٧، والدر المنثور ١: ٢٧، والشوكاني ١: ٢٥.
(١٩) الأثر ٢٨٤- إسناده ضعيف جدًّا. يحيى بن أبي طالب جعفر بن الزبرقان: قال الذهبي: "محدث مشهور. . . وثقه الدارقطني وغيره. . . والدارقطني من أخبر الناس به". مات سنة ٢٧٥ عن ٩٥ سنة. يزيد: هو ابن هارون، أحد الحفاظ الأعلام المشاهير، من شيوخ الأئمة أحمد وابن معين وابن راهويه وابن المديني. جويبر - بالتصغير: هو ابن سعيد الأزدي البلخي، ضعيف جدًّا، ضعفه يحيى القطان، فيما روى عنه البخاري في الكبير ١/٢/ ٢٥٦، والصغير: ١٧٦، وقال النسائي في الضعفاء: ٨"متروك الحديث"، وفي التهذيب ٢: ١٢٤"قال أبو قدامة السرخسي: قال يحيى القطان: تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث. ثم ذكر الضحاك وجويبرًا ومحمد بن السائب. وقال: هؤلاء لا يحتمل حديثهم، ويكتب التفسير عنهم".
(٢٠) ديوانه: ٢٠٠، يذكر الخمر في دنها. وزمزم العلج من الفرس: إذا تكلف الكلام عند الأكل وهو مطبق فمه بصوت خفي لا يكاد يفهم. وفعلهم ذلك هو الزمزمة. "ذبحت" أي بزلت وأزيل ختمها. وعندئذ يدعو مخافة أن تكون فاسدة، فيخسر.
(٢١) في المطبوعة والمخطوطة: "وكقول الآخر أيضًا"، والصواب أنه الأعشى، وسبق قلم الناسخ.
(٢٢) ديوان الأعشى: ٢٩. وقوله"وقابلها الريح" أي جعلها قبالة مهب الريح، وذلك عند بزلها وإزالة ختمها. ويروى: "فأقبلها الريح" وهو مثله. وارتسم الرجل: كبر ودعا وتعوذ، مخافة أن يجدها قد فسدت، فتبور تجارته.
(٢٣) الخبر ٢٨٦- في المخطوطة"ابن المثنى"، وهو خطأ. والخبر ذكره ابن كثير ١: ٧٧.
(٢٤) الأثر ٢٨٧- ذكره ابن كثير ١: ٧٧، والسيوطي ١: ٢٧، والشوكاني ١: ٢٥. وقوله"المثبتات": بفتح الباء، أي التي أثبت حكمها ولم ينسخ، ويجوز كسرها، بمعنى أنها أثبتت الفريضة بعد نسخها ما سبقها في النزول. وبدلها عند السيوطي والشوكاني"الناسخات المبينات". وليس بشيء
(٢٥) الخبر ٢٨٨- نقله ابن كثير أيضًا. ونقله السيوطي مختصرًا، وجعله من كلام ابن مسعود وحده. وقلده الشوكاني دون بحث.

(تفسير الطبري — ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ))
الأربعاء، 16 مارس 2022

اية




افهم آية:
‏﴿فأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ لعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون﴾

‏من فوائد الوباء والطواعين: 
‏تقصير الأمل، وتحسين العمل 
‏واليقظة من الغفلة، والتزود للرحلة.

‏[ابن حجر]

‌‏﴿وذَكرْهم بأيام الله﴾

‏تتناول أيام نعمه وأيام نقمه
‏ليشكروا ويعتبروا؛ ولهذا قال بعدها:
‌‏﴿إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور﴾
‏فإن ذكر النعم: يدعو إلى الشكر.
‏وذكر النقم: يقتضي الصبر.

‏[ابن تيمية]

‏﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا﴾

‏فجمعوا بين الصبر والاستغفار، وهذا هو المأمور به في المصائب:
‏١-الصبر عليها.
‏٢-والاستغفار من الذنوب التي كانت سببها.


‏[ابن تيمية]

‏﴿ولَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بالْعذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبِّهِمْ ومَا يَتَضَرَّعُون﴾

‏فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه ودعاءه، ولا يحب التجلد عليه، وأحب شيء إلى الله:
‏انكسار قلب عبده بين يديه، وتذلل لله وإظهار ضعفه وحاجته وعجزه.

‏[ابن القيم]

‌‏﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وخُفْيَة﴾

‏الدعاءُ من أنفعِ الأدوية وهو عدوُّ البلاء .. 
‏يُدافعه، ويُعالجه، ويمنع نزولَه، ويرفعُه أو يُخفّفُه إذا نزلَ ‏وهو سلاح المؤمن.

‏[ابن القيم]

‏﴿ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنا﴾

‏تشتد ظلمة الليل قبل الفجر، ثم يعقبها طلوع النور وانتشاره.
‏وكذا المصيبة تبدأ كبيرة، ثم لا تزال تصغر حتى تتلاشى.
‏قال الحكيم:
‏وراء مضيق الخوف متّسع الأمن
‏وأول مفروح به غاية الحزن.

الاثنين، 14 مارس 2022

القلب




كيف يباغتنا الموت؟
كيف يقطع عنا أعمالنا؟
كيف يكون الشخص بين أهله وأحبابه، بقوته ورعايته وحنانه ثم يُفقد؟ يعمل، يلعب، يؤانس أهله ويلاطفهم ثم يُفقد!

كل هذا صعب ومُوجع جدًا، لكنها حقيقة آمنّا بها والحمد لله على ذلك.
لكن لا يؤمن بها على الحقيقة إلا من ذاقها وتجرع مرارة الفقد.
الإيمان بهذه الحقيقة يجعلك تضبط البوصلة في حياتك 
يجعلك تعلم حقيقة هذه الدنيا وأنك مُفارقها لا محالة!

ستترك أهلك وأبناءك وأحبابك وتذهب وحدك مع عملك الذي قدمته لآخرتك، لتعلم ماذا قدمت لحياتك!
ستترك اختبارات الدنيا وتذهب لاختبار الآخرة، ستُسأل من ربك وما دينك ومن نبيك؟ 
هل اعتنيت بهذا الاختبار؟ 
هل تعلمت جيدًا حتى تعلم الإجابة الصحيحة؟ 

اللهم علمنا واجعلنا ممن يجتاز هذا الاختبار بسهولة ويسر يارب العالمين

الاختبار




كيف يباغتنا الموت؟
كيف يقطع عنا أعمالنا؟
كيف يكون الشخص بين أهله وأحبابه، بقوته ورعايته وحنانه ثم يُفقد؟ يعمل، يلعب، يؤانس أهله ويلاطفهم ثم يُفقد!

كل هذا صعب ومُوجع جدًا، لكنها حقيقة آمنّا بها والحمد لله على ذلك.
لكن لا يؤمن بها على الحقيقة إلا من ذاقها وتجرع مرارة الفقد.
الإيمان بهذه الحقيقة يجعلك تضبط البوصلة في حياتك 
يجعلك تعلم حقيقة هذه الدنيا وأنك مُفارقها لا محالة!

ستترك أهلك وأبناءك وأحبابك وتذهب وحدك مع عملك الذي قدمته لآخرتك، لتعلم ماذا قدمت لحياتك!
ستترك اختبارات الدنيا وتذهب لاختبار الآخرة، ستُسأل من ربك وما دينك ومن نبيك؟ 
هل اعتنيت بهذا الاختبار؟ 
هل تعلمت جيدًا حتى تعلم الإجابة الصحيحة؟ 

اللهم علمنا واجعلنا ممن يجتاز هذا الاختبار بسهولة ويسر يارب العالمين



شجرتك






كيف هي شجرتك؟ 🌳 

«السَّنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها؛ فمن كانت أنفاسه في طاعةٍ فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنْظَل، وإنما يكون الجَداد يوم المَعاد؛ فعند الجَداد يتبين حلو الثمار من مرِّها»..

[الفوائد، ابن القيم (٢٤٠)]



درر السلف






📜 دُرَرَ مِنْ أقوال السَلَف


📍 قال أبوالمظفر السمعاني رحمه الله :

"فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل؛
فإنهم أسَّسوا دينهم على المعقول، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعا للمعقول، 

👌 وأما أهل السنة؛ قالوا: الأصل في الدين: الاتباع، والمعقول تبع، ولو كان أساس الدين على المعقول لاستغنى الخلق عن الوحي،وعن الأنبياء..

📌 وإنما علينا أن نقبل ما عقلناه إيمانا وتصديقا، وما لم نعقله قبلناه استسلاما وتسليما"

📚 [الحجة في بيان المحجة1/320]

🌸🍃


حسن الظن إن حمل على العمل وحثّ عليه و عليه وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور.
وحسن الظن هو الرجاء ؛ من كان رجاؤه هادياً إلى الطاعة ، وزاجراً له عن المعصية ؛ فهو رجاء صحيح ، ومن كانت بطالته رجاء ، ورجاؤه بطالة وتفريطاً ؛ فهو المغرور.

ابن القيم الجوزية الداء و الدواء
 
🌸🍃

‏{ یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ ۝ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ }


سئل أبو القاسم الحكيم عن القلب السليم فقال : له ثلاث علامات

أولها : أن لا يؤذي أحدا
والثاني : أن لا يتأذى من أحد
والثالث : إذا اصطنع معروفًا إلى أحد لم يتوقع منه المكافأة .


📗 تفسير السمرقندي

💎 "سُئِل الجنيد :
 بِمَ يُستعان على غضِّ البصر؟ قال : ( بِعِلْمكَ أنَّ نَظَرَ الله أسبقُ مِن نظركَ إليه! ).

💎 وقال الحارث المُحَاسبي : 
( المراقَبة: عِلمُ القلب بِقُرْب الرَّبّ.. كلَّما قَويَت المعرفة بالله ؛ قويَ الحياء من قُربه ونظره! )".
اللهم ارزقنا قُربك.. 
📒 كلمة الإخلاص لابن رجب: (١/٤٨)

📝 شؤم المعاصي على العبد في دنياه وآخرته

🍂‏قَالَ الإمام #ابن_القيم رحمه الله

🖋" قلةِ التوفيق ، 
- وخَفَاءِ الحق ، 
- وخُمولِ الذِّكـرِ ، 
- ونُفرَةِ الخلقِ ، 
- والوَحشة بين العبدِ وبين ربِّه ، 
- ومنعِ إجابةِ الدعاء؛

-  تتولد من المعصية !! ". 

📙 كِتـَابُ الفوائِد صـ ٣٢

📖 " ﻭَﺗَﺰَﻭَّﺩُﻭﺍْ ﻓَﺈِﻥَّ ﺧَﻴْﺮَ ﺍﻟﺰَّﺍﺩِ ﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ "

ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻛَﻨﺰ ﻋﺰﻳﺰ، ﺇﺫﺍ ﻇﻔﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ، ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﺭﺯﻗﺎً ﻛﺮﻳﻤﺎً..

🌷 ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺧﻴﺮﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ. 

👌 ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺠﺪ ﻛﻢ ﺭﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ، ﻭﻛﻢ ﻭﻋﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ، ﻭﻛﻢ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ.

📝 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻰ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ :

 ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻓﻪ ﻭﻳﺤﺬﺭﻩ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﺗﻘﻴﻪ منه.

📖 " { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

🌿  للعبد من العلوّ بحسب ما معه من الإيمان ."

📘 طريق الهجرتين.....ابن القيم

📝 ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠّﻪ: 

اﻟﺬﻛﺮ ﻳُﻌﻄﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮ ﻗﻮﺓ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺎﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﻓِﻌﻠﻪ ﺑﺪﻭﻧﻪ، ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﺕُ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣِﺸﻴﺘﻪ، ﻭﻛﻼﻣﻪ، ﻭﺇﻗﺪﺍﻣﻪ، ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺃﻣﺮًﺍ ﻋﺠﻴﺒًﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ ﻓﻲ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮّﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻣﺮًﺍ ﻋﻈﻴﻤًﺎ، 

ﻭﻗﺪ ﻋﻠّﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻴًّﺎ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ- ﺃﻥ : ﻳُﺴﺒّﺤﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺍ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻤﺎ: ﺛﻼﺛًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ، 33
ﻭيحمدا ﺛﻼﺛًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ، 33
ﻭﻳُﻜﺒّﺮﺍ ﺃﺭﺑﻌًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ، 34

ﻟﻤّﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ، ﻭﺷﻜﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺗُﻘﺎﺳﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺤﻦ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ، ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻓﻌﻠّﻤﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝ : ‏
(ﺇﻧﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺩﻡ). 

ﻓﻘﻴﻞ: ﺇﻥّ ﻣَﻦ ﺩَﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺪ ﻗﻮﺓً ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻪ، ﻣُﻐﻨﻴﺔً ﻋﻦ ﺧﺎﺩﻡ" 

📚 ‏ﺍﻟﻮﺍﺑﻞ ﺍﻟﺼﻴّﺐ مِن الكلم الطيب ص: (١٨٥)

❞توبة الفصيل بن عياض❝
كان الفضيل بن عياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو: ﴿ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ﴾، فلما سمعها قال: بلى يا رب، قد آن، 
فرجع فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا. قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، 
اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام. 
سير أعلام النبلاء (٨/٤٢٣)

📚قال الامام ابن القَيِّم رحمه الله

كُلَّما كان العبد حَسَنَ الظَّنِّ باللَّه حَسَنَ الرجاء له صادقَ التَّوَكُّلِ عليه فإِنَّ اللَّه لا يُخيّبُ أَمَلَهُ فيه البتّة ، فَإِنه سبحانه لايُخيِّبُ أَملَ آملٍ ، ولا يُضيِّعُ عمل عاملٍ 

✍️ « مدارج السالكين || ١-٤٦٩ »

*🎋 ➠ حفظ السرِّ مـ؏ الله تعالــۍ ..* 

 لشيـخ الاسلام
تقـﮯ الديـن احمد ابن تيميـة
ـ رحمـہ اللـہ تعالـﮯ :

▪️قال رحمـہ اللـہ : إنَّ أعظم النِّعمــة : الإقبالُ والتعبـــُّدُ، ولكلِّ نعمــة حاسدٌ على قدرها دَقَّت أو جَلَّت، ولا نعمـــةَ أعظمُ مِن هذه النعمــة ـ يعنـﮯ دعاءَ الله عزَّ وجلَّ ـ 
➠ فإنَّ أنْفُس الحاسديــن مُتعلِّقــةٌ بها، وليس للمحسود أسلــمُ مِن إخفاء نعمتــہ عن الحاسد، وقد قال يعقــوب ليوسف عليهما السلام: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيــدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ [يوسف: ٥] الآية،
☜ وكم مِن صاحب قلبٍ وجمعيــةٍ وحالٍ مــ؏ الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبــر بها فسلبــہ إيَّاها الأغيارُ، ولهــذا يوصـﮯ العارفون والشيــوخ بحفظ السرِّ مـ؏ الله تعالى، ولا يطَّلــ؏ عليــہ أحدٌ .

▣المصـــدر :
📚 مجمو؏ الفتاوى :【 (صـ ١٥/ ١٨) 】.

🌟 قيل لجُندب بن عبد الله: أوصنا؟ 
قال: أوصيكم بتقوى الله وأوصيكم بالقرآن، فإنه نور بالليل المظلم، وهدى بالنهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، 
فإن عرض بلاء فقدم مالك دون دينك، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك، فإن المخروب من خرب دينه، والمسلوب من سلب دينه، 
واعلم أنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار.
📒 سير أعلام النبلاء (٣/١٧٤)

📚قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله 

ودين الإسلام مبني على أصلين : أن نعبد الله وحده لا شريك له و أن نعبده بما شرعه من الدين 

✍️ مجموع الفتاوى (۱/۱٨٩)