الأحد، 11 أكتوبر 2020

هل أنا من أعوان الظلمة




هل أنا من أعوان الظلمة 


كان الإمام أحمد بن حنبل مسجون في قضية خلق القرآن فسمعه السجان وهو يقول: أعوان الظّلَمة كلاب جهنم.


فقال له: يا إمام وهل أنا من أعوان الظلمة؟


فال له :ﻻ.



أعوان الظلمة من يطهون طعامك ويخيطون ثيابك, أما أنت فمِن الظلمة أنفسهم.


قلتُ سبحان الله فكيف بمن يدعو للظالمين ويلمّع باطلهم ويؤيدهم عبر الإعلام على جرائمهم ويواليهم ويتمنى أن يظهروا في كل مكان برغم علمه أنهم يوالون اليهود وهم وإياهم على توجُّه واحد، وهدف واحد، فهم كما قال ربنا: "إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"


ولولا هؤلاء الأعوان ،الظالم ما كان .


فالإمام ابن تيمية رحمه الله جاء إليه الجلاد, وقال يا إمام اغفر لي فأنا مأمور.


فقال له :" لوﻻ أنتم ما ظلموا"


فعلاً, لولا سحرة فرعون ما تفرعن, لولاء المصفقون والدجالون المنافقون ما شق ظالم طريقا ،وﻻ فاسق نفقاً ،وﻻ مجرم وجهة، فأعوان الظلمة يظنون أنهم لا إثم عليهم وﻻ ذنب بما يفعله الظالم وهذا نتاج لجهل والتبلُّد ،فالله أمر بالعدل ولم يأمر بالظلم قال تعالى:"إن الله يأمر بالعدل..", وقال :" وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِين".


فإذا بأعوان الظلمة يؤيدون ما لا يريده الله على ما أمر به الله، وهذا بهتان مبين، وجرم عظيم وخلق ذميم ، ومن كبائر المنكرات ، دفعهم اليه حقد أعمى ، أو فُتات من حطام الدنيا، فيبيعون آخرتهم بدنيا حقيرة ،وشهوة مثيرة، تاب سحرة فرعون وما تابوا ،وهلك فرعون وقارون والنمرود وأبو جهل فما اعتبروا وظنوا أنهم مخلدون وان وجاهتهم مانعتهم من الله ،وهم ﻻ يعلمون ان الله توعد اتباع واعوان زعيم الظلمة فرعون بسوء العذاب واشده وبلا ونكالا


قال تعالى "وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب"ِ


 وآل فرعون ليسوا أهل بيته لأننا نعلم أن زوجته قد ضرب الله بها مثالاً للمؤمنين انما آل فرعون هم أتباعه وأعوانه.


فأنا أعجب ممّن وضع نفسه في هذه الكفة الهالكة فقط لمجرد الثأر لنفسه والانتصار لِهواه فمن سينصره بين يدي الله لقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم من أعوان الظلمة كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وجماعة عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال :(( خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اسمعوا سيكون بعدي أُمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم, فليس مني ولستُ منه وليس بواردٍ عليّ الحوض .

 

السبت، 10 أكتوبر 2020

( لا صفر ) ( صفر بين الغلو والجفا )

 


( لا صفر )
( صفر بين الغلو والجفا )


 

( لا صفر )
(
 صفر بين الغلو والجفا )

 كان التشاؤم عادة عند العرب في الجاهلية فكانوا يتشاءمون  ببعض الأزمان والأعيان والطيور ومن ذلك التشاؤم بشهر صفر  وخاصة آخر أربعاء منه !!
حتى إنه في بعض الأقطار الإسلامية لا يزورون فيه المريض ..
ويكتبون أذكار شركية وصلاة بدعية يتداولونها في هذا اليوم ، اعتقاداً منهم أنها تحفظهم وتدفع عنهم بلاء هذا الشهر!!


وقد جاء الإسلام بإبطال هذه العادة ومن الآثار الواردة في صفر:

1.   عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا عدوى ولاصفر ولا هامة )) ، فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟ فقال: (( فمن أعدى الأول )) متفق عليه
2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا عدوى ، ولا غول ، ولا صفر ))  
2.   في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا
 عدوى ولا هامة ولا صفر" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن أعدى الأول؟!

وقد جاء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لا صفر ) 
عدة اقوال :-
- فقيل: 
المراد داء في يصيب البطن. قال البخاري في صحيحه : باب (( لا صفر )) ، (وهو داء يأخذ البطن ) 
- وقيل: شهر صفر وكان العرب يتشاءمون منه ويدعون انه شهر مشؤوم !!

- عن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال 
: ((كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرم صفر ، ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسخ صفر ، حلَّت العمرة لمن اعتمر . قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة ، فتعاظم ذلك عندهم ، فقالوا:يا رسول الله !أي الحل ؟. قال:(( حل كله)) .

-وقيل: كانت العرب تحله عاماً ويحرمونه عاماً 
  سُئل مالك عن قوله : (( لا صفر)) قال : إن أهل الجاهلية كانوا يُحلُّون صفر ، يُحلونه عاماً ويُحرمونه عاماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا صفر )) .


قال ابن رجب الحنبلي 
: (قالت طائفة المراد بصفر شهر ثم اختلفوا في تفسيره على قولين :
أحدها : أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء فكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه وهذا قول مالك .
والثاني : أن المراد أن أهل الجاهلية 
كانوا يستشيمون بصفر ويقولون : إنه شهر مشؤوم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك).

وأما الهامة :- 

 بتخفيف الميم ،  وقيل بالتشديد وهو قول شاذ .
والمراد بها : طير من طير الليل .
وقيل انها البومة ،
وقيل (( إنها داء يصيب المريض وينتقل إلى غيره ))


وللعرب فيها اعتقادات باطلة منها :
أولاً :
 التشاؤم بها ، فإذا وقعت على دار أحدهم اعتقد أن هذا علامة موته وعلامة نزول مصيبة به أو اهله!!
ثانياً
 : إنها روح ميت تأتي لتطالب بحق أو تأمر بأمر ، في شكل حشرة تخلق من روح الميت المقتول وأنها تطير وتصيح حتى يقتص منه!! 
- وقيل
 إنها دودة تخرج من رأس المقتول الذي لم يؤخذ بثأره ولا تزال تدور حول قبره وتقول اسقوني .. اسقوني ..
حتى يؤخذ بثأره وإلا بقيت ، وقيل إنها تدور سبعة أيام ثم تذهب .

وقيل :
 إنها عظام الميت تتجمع بعد موته وتصير هامة وترجع إلى قبر الميت كل مائة سنة!!
 ولهذا أبطل الإسلام جميع هذه المعتقدات فنفاها
 كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم :( لا عدوى ولا صفر ولا هامة..) الحديث 

وقوله صلى الله عليه وسلم:((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة ، ولاصفر)) .
وقال صلى الله عليه وسلم (( لا عدوى،ولا طيرة ، ويعجبني الفأل)) قالوا :وما الفأل ؟ قال :(( كلمة طيبة)) .

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة ، والنبي يمر معه النفر ، و النبي يمر معه العشرة ، و النبي يمر معه الخمسة ،النبي يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير ، قلت:يا جبريل! هؤلاء أمتي ؟ قال :لا ولكن انظر إلى الأفق ،فنظرت فإذا سواد كثير قال : هؤلاء أمتك قال : هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت : ولِم ؟ قال : كانوا لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيِّرون ، وعلى ربهم يتوكلون ........)) الحديث .


ويظهر بطلان هذه الاعتقادات  في هذه المسألة من عدة أمور : 


1--تحريم التشاؤم بالزمن والشهور ،إذ هي خلق الله تعالى وليس لها علاقة بالحواداث والتأثير

قال ابن رجب رحمه الله: 
" أما تخصيص الشؤم بزمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح ، وإنما الزمان الحين كله خلق الله تعالى ، وفيه تقع أفعال بني آدم ، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه ، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤوم عليه ,  وفي الجملة فلا شؤم إلا المعاصي والذنوب فإنها تسخط الله عز وجل فإذا سخط على عبده شقى في الدنيا والآخرة ، كما أنه إذا رضى عن عبده سعد في الدنيا والآخرة " انتهى كلامه

قال بعض الصالحين وقد شكى إليه بلاء وقع في الناس قال :" ما أرى ما أنتم فيه 
إلا بشوم الذنوب والله أعلم وأحكم"انتهى كلامه

وقال رحمه الله:" 
والبحث عن أسباب الشر من النظر في النجوم ونحوها من الطيرة المنهي عنها والباحثون عن ذلك غالبا لا يشتغلون بما يدفع البلاء من الطاعات بل يأمرون بلزوم المنزل وترك الحركة وهذا لا يمنع نفوذ القضاء والقدر".
ومنهم من يشتغل بالمعاصي وهذا مما يقوي وقوع البلاء ونفوذه.
والذي جاءت به الشريعة هو ترك البحث عن ذلك والإعراض عنه والإشتغال بما يدفع البلاء من الدعاء والذكر والصدقة وتحقيق التوكل على الله عز وجل والإيمان بقضائه وقدره.
"

قال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ

"و من الضلالات التي اعتقدها العرب اعتقاد أنَّ شهر صفر شهر مشؤوم، وأصل هذا الاعتقاد نشأ من استخراج معنى مما يقارن هذا الشهر من الأحوال في الغالب عندهم و هو ما يكثر فيه من الرزايا بالقتال و القتل، ذلك أنَّ شهر صفر يقع بعد ثلاثة أشهر حرماً نسقاً و هي ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم، و كان العرب يتجنَّبون القتال و القتل في الأشهر الحرم؛ لأنها أشهر أمن، قال الله ـ تعالى ـ: " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس و الشهر الحرام"الآية. فكانوا يقضون الأشهر الحرم على إحن من تطلب الثارات و الغزوات، و تشتت حاجتهم في تلك الأشهر، فإذا جاء صفر بادر كل من في نفسه حنق على عدوه فثاوره، فيكثر القتل و القتال، و لذلك قيل: إنَّه سمي صفراً؛ لأنهَّم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوه صفراً 
من المتاع و المال، أي خلواً منها"

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- في القول المفيد في شرح كتاب التوحيد:

"وقوله: "و لا صفر" فيه ثلاثة أقوال سبقت وبيان الراجح منها
.
و الأزمنة لا دخل لهافي التأثير، و في تقدير الله ـ عزوجل ـ؛ فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّر فيه الخير و الشر، و بعض الناس إذا انتهى من شيء في صفر أرَّخ ذلك، و قال: انتهى في صفر الخير، و هذا من باب مداواة البدعة ببدعة، و الجهل بالجهل؛ فهو ليس شهر خير، و لا شهر شر"
انتهى كلامه

قال الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية-رحمه الله-

"للعرب
 مواسم في الشهور و الأيام في بعضها التشاؤم،وفي بعضها التيامن و التفاؤل بها منها:
شهر صفر وكان لهم فيه نوع تشاؤم، فكان يلقَّب بشهر صفر الخير؛ منابذةً للجاهلية في اعتقادها. فكان يتسمَّح في هذا الفظ لمنابذة الاعتقاد و التشاؤم  و الإسلام محى هذه، و ثبَّت الاعتقاد و الإيمان، ومحى معالم التعلُّق بغيره
 "

2- اعتقاد مشركي العرب هذا أدى إلى نشوب الخلافات والقتال بينهم لأخذ الثأر حتى إن هذا الطائر لا يزال يصيح ويرفرف حتى يؤخذ بثأره ، وهذا مما يهدف إليه الشيطان من ازهاق الأرواح وسفك الدماء ، وقد يشكل بصورة الميت يؤزهم حتى يقتصوا من القاتل !!

3- التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم ...محرم مناف لكمال التوحيد لما يترتب عليه من فساد الإعتقاد وضعف التوكل والخوف من غير الله.
قال عليه الصلاة والسلام ((طيرة شرك ، طيرة شرك))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك )) ، قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : (( أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك ))

4- تلبيس الشيطان على المشركين بأمر الروح لأنها من عالم الغيب ولا يمكن إدراك كنهها، ولهذا اتخذ من ارواح الموتى وسيلة للإضلال والشرك..!
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله- في معرض حديثه عن أحوال الكفره والمشركين والسحرة - فقال :(( ومن هؤلاء من اذا مات لهم ميت يعتقدون انه يجئ بعد الموت يكلمهم ويقضي ديونه ويرد ودائعه ويوصيهم بوصايا فإنهم تأتيهم تلك الصورة التي كانت في الحياة ، وهو شيطان تمثل في صورته فيظنونه إياه ))

وقال -رحمه الله- (( ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ، ويقول له : أنا الخضر وربما أخبره ببعض الأمور ، وأعانه على بعض مطالبه ، وكما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهود والنصارى وكثير من الكفار .. يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته .. ويفعل أشياء تتعلق بالميت ، ويدخل على زوجته ، ويذهب ، وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار كما تصنع كفار الهند فيظنون أنه عاش بعد موته" أ.ه

ولذلك أبطله الشرع وهو يدل على ضعف التوحيد ، وقد يقع به العبد في الشرك الاكبر حسب اعتقاده.
والشرع يسعى دائما لتخليص العقيدة وتنقيتها من شوائب الشرك والجاهلية والبدع.. ..ولذا يجب تحقيق التوحيد  .
و لا يكون العبد محققاً للتوحيد حتى يسلم توحيده من شوائب الشرك بنوعية وشوائب البدع والمعاصي .
 وهنيئا لمن حقق في إيمانه درجة المقربين السابقين فحقق كمال تعلق الروح بالله تعالى محبة وخوفاً وإنابة وتوكلاً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة و تعظيما وعبادة .. فلا يكون في قلبه الا التوحيد فعلا وأمرا ونهيا ..!!
وهذه حقيقة لا اله الا الله جعلنا الله جميعا من أهلها وممن حقق التوحيد ودخل الجنة بغير حساب.

 


المراجع
كتب التفسير عند قول الله ـ تعالى ـ : " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين
 كفروا"الآية [التوبة:37]
1/ مجموع الفتاوى لابن تيمية
2/ لطائف المعارف لابن رجب
3/ فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
4/ القول المفيد في شرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
5/ معجم المناهي اللفظية لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد
6/ البدع الحولية للشيخ عبدالله التويجري


ما صح وما لم يصح في شهر صفر


 
 بسم الله الرحمن الرحيم

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه مجموعة مما صح وما لم يصح من الأحاديث التي نقلت ورويت عن النبي عليه الصلاة والسلام بخصوص شهر صفر ثاني شهور السنة الهجرية وما يتعلق به من أحكام وخرافات غير شرعية حيث كان أهل الجاهلية يتشائمون من السفر به، مع بيان حال كل حديث من حيث القبول والرد.

1-    ( لا عدوى ولا طَيَرةَ، ولا هامَةَ ولا صَفَرَ[1]، وفِرَّ منَ المَجذومِ كما تَفِرُّ منَ الأسدِ ). صحيح.[2]

2-    ( لا عدوى ولاصفر ولا هامة ). صحيح.[3]

3-    ( لا عدوى ولا صفرَ ولا هامةَ. فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ. فما بالُ الإبلِ تكون في الرملِ كأنها الظباءُ، فيجيءُ البعيرُ الأجربُ فيدخلُ فيها فيجربُها كلَها؟ قال: فمن أعدى الأولَ؟. وفي روايةٍ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: لا عدوى ولا طيرةَ ولاصفرَ ولا هامةَ فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ ). صحيح.[4]

4-    ( آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ). موضوع.[5]

5-    (كانوا يرون أنَّ العمرةَ في أشهرِ الحجِّ من أفجرِ الفجورِ في الأرضِ. ويجعلون المُحرَّمَ صفرَ. ويقولون: إذا برأ الدَّبَرُ. وعفا الأثَرُ. وانسلخ صفرُ. حلَّتِ العمرةُ لمن اعتمر. فقدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه صبيحةَ رابعةٍ . مُهلِّين بالحجِّ فأمرهم أن يجعلوها عمرةً. فتعاظم ذلك عندهم. فقالوا: يا رسولَ اللهِ! أيَّ الحلِّ؟ قال" الحِلُّ كلُّه " ). صحيح.[6]

6-    ( لاَ يُعدى شيءٌ شيئًا. فقالَ أعرابيٌّ: يا رسولَ اللَّهِ البعيرُ الجرِبُ الحشفةُ بذنبهِ فيُجرِبُ الإبلَ كلَّها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم فمن أجربَ الأوَّلَ؟ لاَ عدوى ولاَ صفرَ خلقَ اللَّهُ كلَّ نفسٍ فَكتبَ حياتَها ورزقَها ومصائبَها ). صحيح.[7]

7-    ( من بشرني بخروج صفر، بشرته بدخول الجنة ). موضوع.[8]

8-    ( يكون موت في صَفَرٍ، ثم تتنازع القبائل في الربيع،ثم العجب كل العجب، بين جمادى ورجب، ثم ناقة مُقْتَبَة خير من دَسْكَرةٍ، تُقِلُّ مائة ألف ). موضوع.[9]

9-    ( إذا انكسف القمر في المحرم كانت تلك السنة البلاء والقتال، وشغل السلطان، وفتنة الكبراء وانتشار من الضعفاء، وإذا انكسف في صفر كان نقص من الأمطار حتى يظهر النقصان في البحر، وهو الغاية من نقص للأمطار والقحوط، وإذا انكسف في ربيع الأول كان مجاعة وموت مع أمطار، وتحول ملك بموت كثير... ). موضوع.[10]

10- ( لا عَدْوَى ولا صفرَ، ولا يُحللُ المُمرضُ على المُصِحّ، وليحلل المصحّ حيث شاءَ، قالوا: وما ذاك يا رسولَ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إنّه أذَى ). لا يثبت.[11]

----------------------------
[1] وهو إبطال التشاؤم في شهر صفر.
[2] رواه البخاري.
[3] متفق عليه.
[4] متفق عليه.
[5] ضعيف الجامع برقم 3.
[6] متفق عليه.
[7] صحيح الترمذي برقم 2143، من حديث عبد الله بن مسعود.
[8] حجة النبي للألباني ص104.
[9] السلسلة الضعيفة برقم 6178، وفي اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ورد لفظ " صوت " بدل " موت".
[10] قال ابن الجوزي في الموضوعات ص141: لا يشك في وضعه.
[11] ابن القيم في مفتاح دار السعادة ( 3/374).


نبذة عن شهر صفر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم ، قال بعضهم : سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها ( أي خلّوها من أهلها ) إذا سافروا فيه ، وقيل : سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع ( أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له ) . انظر لسان العرب لابن منظور ج/4 ص/462-463
وسيتناول الحديث عن هذا الشهر النقاط التالية :
1. ما ورد فيه عند العرب الجاهليين .
2. ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية .
3. ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة من المنتسبين للإسلام .
4. ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
5. ما ورد في الأحاديث المكذوبة في صفر .

أولاً :
ما ورد فيه عند العرب الجاهليين :
كان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان : الأول : التلاعب فيه تقديما وتأخيرا ، والثاني : التشاؤم منه .
1. من المعلوم أن الله تعالى خلق السنة وعدة شهورها اثنا عشر شهراً ، وقد جعل الله تعالى منها أربعةً حرم ، حرَّم فيها القتال تعظيماً لشأنها ، وهذه الأشهر هي : ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، ورجب .
ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } [ التوبة / 36 ] .
وقد علم المشركون ذلك ، لكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون على هواهم ، ومن ذلك : أنهم جعلوا شهر " صفر " بدلاً من " المحرَّم " !
وكانوا يعتقدون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، وهذه طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك :
أ. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرَّم صفراً ، ويقولون : إذا برأ الدَّبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر : حلَّت العمرة لمن اعتمر .
رواه البخاري ( 1489 ) ومسلم ( 1240 ) .
ب. قال ابن العربي :
المسألة الثانية : كيفية النسيء :
ثلاثة أقوال :
الأول :
عن ابن عباس أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم كل عام ، فينادي : ألا إن أبا ثمامة لا يعاب ولا يجاب ، ألا وإن صفراً العام الأول حلال ، فنحرمه عاما ، ونحله عاما ، وكانوا مع هوازن وغطفان وبني سليم .
وفي لفظة : أنه كان يقول : إنا قدمنا المحرم وأخرنا صفراً ، ثم يأتي العام الثاني فيقول : إنا حرمنا صفرا وأخرنا المحرم ؛ فهو هذا التأخير .
الثاني : الزيادة : قال قتادة : عمد قوم من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم ، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم ، فيحرمونه ذلك العام ، ثم يقوم في العام المقبل فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام ، ويقولون : الصفران . وروى ابن وهب ، وابن القاسم عن مالك نحوه قال : كان أهل الجاهلية يجعلونه صفرين ، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا صفر " ، وكذلك روى أشهب عنه .
الثالث : تبديل الحج : قال مجاهد بإسناد آخر : { إنما النسيء زيادة في الكفر } قال : حجوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجوا في المحرم عامين ، ثم حجوا في صفر عامين ، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة ، ثم حج النبي في ذي الحجة ، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته : " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض " ، رواه ابن عباس وغيره ، واللفظ له قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا في هذا الموقف أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم حرام إلى يوم تلقون ربكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . وقد بلغت ، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون ، قضى الله أن لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله ، وإن كل دم في الجاهلية موضوع ، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية .
أما بعد ، أيها الناس ، فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فقد رضي به ، فاحذروه أيها الناس على دينكم ، وإن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا إلى قوله ما حرم الله ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " ، وذكر سائر الحديث .
" أحكام القرآن " ( 2 / 503 - 504 ) .
2. أما التشاؤم من شهر صفر فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض من ينتسب للإسلام .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد " .
رواه البخاري ( 5387 ) ومسلم ( 2220 ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
و " صفر " فُسِّر بتفاسير :
الأول : أنه شهر صفر المعروف ، والعرب يتشاءمون به .
الثاني : أنه داء في البطن يصيب البعير ، وينتقل من بعير إلى آخر ، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام .
الثالث : صفر : شهر صفر ، والمراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا ، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر ، يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً .
وأرجحها : أن المراد : شهر صفر ، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية .
والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر .
وبعض الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس والعشرين - مثلاً - من صفر أرَّخ ذلك وقال : انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير ، فهذا من باب مداواة البدعة بالبدعة ، فهو ليس شهر خير ولا شر ؛ ولهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال : " خيراً إن شاء الله " ، فلا يقال خير ولا شر ، بل هي تنعق كبقية الطيور .
فهذه الأربعة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب التوكل على الله وصدق العزيمة وألا يضعف الملم أمام هذه الأمور .
وإذا ألقى المسلم بالَه لهذه الأمور فلا يخلو من حالين :
الأولى : إما أن يستجيب لها بأن يقدم أو يحجم ، فيكون حينئذٍ قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له .
الثانية : أن لا يستجيب بأن يقدم ولا يبالي ، لكن يبقى في نفسه نوع من الهم أو الغم ، وهذا وإن كان أهون من الأول لكن يجب أن لا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقاً ، وأن يكون معتمداً على الله عز وجل …
والنفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفياً للوجود ؛ لأنها موجودة ، ولكنه نفي للتأثير ، فالمؤثر هو الله ، فما كان سبباً معلوماً فهو سبب صحيح ، وما كان سبباً موهوماً فهو سبب باطل ، ويكون نفياً لتأثيره بنفسه ولسببيته …
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 113 ، 115 ) .

ثانياً :
ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية .
وقد سبق حديث أبي هريرة في الصحيحين ، وفيه بيان أن اعتقاد أهل الجاهلية في صفر مذموم ، فهو شهر من شهور الله لا إرادة له إنما يمضي بتسخير الله له .

ثالثاً :
ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة من المنتسبين للإسلام .

1. سئلت اللجنة الدائمة :
إن بعض العلماء في بلادنا يزعمون أن في دين الإسلام نافلة يصليها يوم الأربعاء آخر شهر صفر وقت صلاة الضحى أربع ركعات ، بتسليمة واحدة تقرأ في كل ركعة : فاتحة الكتاب وسورة الكوثر سبع عشرة مرة ، وسورة الإخلاص خمسين مرة ، والمعوذتين مرة مرة ، تفعل ذلك في كل ركعة ، وتسلم ، وحين تسلم تشرع في قراءة { الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ثلاثمائة وستين مرة ، وجوهر الكمال ثلاث مرات ، واختتم بسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
وتصدَّق بشيء من الخبز إلى الفقراء ، وخاصية هذه الآية لدفع البلاء الذي ينزل في الأربعاء الأخير من شهر صفر .
وقولهم إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات ، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها ، فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة : حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنزل في ذلك اليوم ، ولم يحسم حوله لتكون محواً يشرب منه من لا يقدر على أداء الكيفية كالصبيان ، وهل هذا هو الحل ؟
فأجاب علماء اللجنة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وبعد :
هذه النافلة المذكورة في السؤال لا نعلم لها أصلاً من الكتاب ولا من السنَّة ، ولم يثبت لدينا أنَّ أحداً من سلف هذه الأمَّة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة ، بل هي بدعة منكرة .
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وقال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .
ومن نسب هذه الصلاة وما ذُكر معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم : فقد أعظم الفرية ، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 354 ) .
2. وقال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري :
قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ " سلام على نوح في العالمين " إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني ويشربون ويتبركون بها ويتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور ، وهذا اعتقاد فاسد ، وتشاؤم مذموم ، وابتداع قبيح يجب أن يُنكره كل من يراه على فاعله .
" السنن والمبتدعات " ( ص 111 ، 112 ) .

رابعاً :
ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وهي كثيرة ، ويمكن اختيار بعضها :
1. قال ابن القيم :
ثم غزا بنفسه غزوة " الأبواء " ويقال لها " ودَّان " ، وهي أول غزوة غزاها بنفسه ، وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهراً من مهاجره ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض ، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة ، وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش ، فلم يلق كيداً .
وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ بن عمرو الضمري وكان سيد بني ضمرة في زمانه على ألا يغزو بني ضمرة ولا يغزوه ، ولا أن يكثِّروا عليه جمعاً ولا يعينوا عليه عدوا وكتب بينه وبينهم كتابا وكانت غيبته خمس عشرة ليلة .
" زاد المعاد " ( 3 / 164 ، 165 ) .
2. وقال :
فلما كان صفر - ( سنة ثلاث من الهجرة ) - قدم عليه قوم من " عَضَل " و " القارة " ، وذكروا أن فيهم إسلاما ، وسألوه أن يبعث معهم من يعلِّمهم الدين ، ويقرؤهم القرآن ، فبعث معهم ستة نفر - في قول ابن إسحاق ، وقال البخاري : كانوا عشرة - وأمَّر عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، وفيهم خبيب بن عدي ، فذهبوا معهم ، فلما كانوا بالرجيع - وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز - غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا فجاؤوا حتى أحاطوا بهم فقتلوا عامتهم واستأسروا خبيب بن عدي وزيد بن الدَّثِنة ، فذهبوا بهما وباعوهما بمكة وكانا قَتلا من رؤوسهم يوم بدر .
" زاد المعاد " ( 3 / 244 ) .
3. وقال :
وفي هذا الشهر بعينه وهو صفر من السنة الرابعة كانت وقعة " بئر معونة " وملخصها : أن أبا براء عامر بن مالك المدعو " ملاعب الأسنَّة " قدم على رسول الله المدينة فدعاه إلى الإسلام فلم يسلم ، ولم يبعد ، فقال : يا رسول الله لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبونهم ، فقال : إني أخاف عليهم أهل نجد ، فقال أبو براء : أنا جار لهم ، فبعث معه أربعين رجلا في قول ابن إسحاق ، وفي الصحيح أنهم كانوا سبعين ، والذي في الصحيح : هو الصحيح ، وأمَّر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة الملقب بالمعنق ليموت ، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرائهم فساروا حتى نزلوا " بئر معونة " - وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم - فنزلوا هناك ، ثم بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم بكتاب رسول الله إلى عدو الله عامر بن الطفيل فلم ينظر فيه ، وأمَر رجلا فطعنه بالحربة من خلفه ، فلما أنفذها فيه ورأى الدم قال : فزت ورب الكعبة ، ثم استنفر عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء ، فاستنفر بني سليم فأجابته " عصية " و " رعل " و " ذكوان " ، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد بن النجار فإنه ارتُثَّ - ( أي : رفع وبه جراح ) - بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق ، وكان عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة بن عامر في سرح المسلمين فرأيا الطير تحوم على موضع الوقعة فنزل المنذر بن محمد فقاتل المشركين حتى قتل مع أصحابه وأسر عمرو بن أمية الضمري ، فلما أخبر أنه من " مضر " جز عامرٌ ناصيته وأعتقه عن رقبة كانت على أمِّه ، ورجع عمرو بن أمية ، فلما كان بالقرقرة من صدر قناة - ( اسم موضع ) - نزل في ظل شجرة ، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه ، فلما ناما فتك بهما عمرو وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابه ، وإذا معهما عهدٌ من رسول الله لم يشعر به ، فلما قدم أخبر رسول الله بما فعل فقال : لقد قتلتَ قتيلين لأَدِينَّهما .
" زاد المعاد " ( 3 / 246 - 248 ) .
4. وقال ابن القيم :
فإن خروجه - ( أي : إلى خيبر ) - كان في أواخر المحرم لا في أوله وفتحها إنما كان في صفر .
" زاد المعاد " ( 3 / 339 ، 340 ) .
5. وقال :
فصل في ذكر سرية " قطبة بن عامر بن حديدة " إلى خثعم .
وكانت في صفر سنة تسع ، قال ابن سعد : قالوا : بعث رسول الله قطبة بن عامر في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية تبالة ، وأمَره أن يشن الغارة ، فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها ، فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم ، فجعل يصيح بالحاضرة ، ويحذرهم ، فضربوا عنقه ، ثم أقاموا حتى نام الحاضرة فشنوا عليهم الغارة فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً ، وقَتل قطبة بن عامر مَن قتل ، وساقوا النَّعم والنساء والشاء إلى المدينة ، وفي القصة أنه اجتمع القوم ، وركبوا في آثارهم فأرسل الله سبحانه عليهم سيلاً عظيماً حال بينهم وبين المسلمين فساقوا النَّعم والشاء والسبي وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم حتى غابوا عنهم .
" زاد المعاد " ( 3 / 514 ) .
6. وقال :
وقدم على رسول الله وفد " عُذرة " في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلاً فيهم جمرة بن النعمان فقال رسول الله : مَن القوم ؟ فقال متكلمهم : من لا تنكره نحن بنو عذرة ، إخوة قصي لأمِّه ، نحن الذين عضدوا قصيّاً ، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر ، ولنا قرابات وأرحام ، قال رسول الله : مرحبا بكم وأهلا ما أعرفني بكم ، فأسلموا ، وبشرهم رسول الله بفتح الشام وهرَب هرقل إلى ممتنع من بلاده ، ونهاهم رسول الله عن سؤال الكاهنة ، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها ، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية ، فأقاموا أياماً بدار رملة ثم انصرفوا وقد أجيزوا .
" زاد المعاد " ( 3 / 657 ) .

خامساً :
ما ورد في الأحاديث المكذوبة في صفر :
قال ابن القيم :
فصل أحاديث التواريخ المستقبلة :
ومنها : أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا ، مثل قوله : إذا كانت سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت ، وإذا كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت .
وكقول الكذاب الأشر : إذا انكسف القمر في المحرم : كان الغلاء والقتال وشغل السلطان ، وإذا انكسف في صفر : كان كذا وكذا .
واستمر الكذاب في الشهور كلها .
وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى .
" المنار المنيف " ( ص 64 ) .
والله أعلم.


فوائد و أحكام عن شهر صفر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أخي المسلم : حرصا مني على تعميم الفائدة ، و دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فهذا بحث يحتوي على جملة من الفوائد و الأحكام عن شهر صفر :

شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم قال بعضهم : سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها ( أي خلّوها من أهلها ) إذا سافروا فيه ، وقيل : سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع ( أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له ) . المرجع : كتاب لسان العرب لابن منظور ج/4 ص/462-463 .

وسيتناول هذا البحث عن شهر صفر النقاط التالية : أولا : ما ورد فيه عند العرب الجاهليين ثانيا : ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية ثالثا : ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة عند بعض الناس رابعا : ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خامسا : ما ورد من أحاديث مكذوبة عن شهر صفر

أولاً : ما ورد فيه عند العرب الجاهليين :
كان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان : الأول : التلاعب فيه تقديما وتأخيرا الثاني : التشاؤم منه

1) من المعلوم أن الله تعالى خلق السنة وعدة شهورها اثنا عشر شهراً ، وقد جعل الله تعالى منها أربعةً حرم ، حرَّم فيها القتال تعظيماً لشأنها ، وهذه الأشهر هي : ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، ورجب

ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى : (( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )) التوبة / 36

وقد علم المشركون ذلك ، لكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون على هواهم ، ومن ذلك : أنهم جعلوا شهر صفر بدلاً من المحرَّم ! وكانوا يعتقدون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، وهذه طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك :

1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرَّم صفراً ، ويقولون : إذا برأ الدَّبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر : حلَّت العمرة لمن اعتمر . رواه البخاري حديث رقم 1489 ومسلم حديث رقم 1240

2 - قال ابن العربي المسألة الثانية : كيفية النسيء : ثلاثة أقوال :
الأول :
 عن ابن عباس رضي الله عنه أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم كل عام ، فينادي : ألا إن أبا ثمامة لا يعاب ولا يجاب ، ألا وإن صفراً العام الأول حلال ، فنحرمه عاما ، ونحله عاما ، وكانوا مع هوازن وغطفان وبني سليم . وفي لفظة : أنه كان يقول : إنا قدمنا المحرم وأخرنا صفراً ، ثم يأتي العام الثاني فيقول : إنا حرمنا صفرا وأخرنا المحرم ؛ فهو هذا التأخير .

الثاني : الزيادة : قال قتادة : عمد قوم من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم ، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم ، فيحرمونه ذلك العام ، ثم يقوم في العام المقبل فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام ، ويقولون : الصفران . وروى ابن وهب ، وابن القاسم عن مالك نحوه قال : كان أهل الجاهلية يجعلونه صفرين ، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا صفر )) ، وكذلك روى أشهب عنه .

الثالث : تبديل الحج : قال مجاهد رحمه الله بإسناد آخر : (( إنما النسيء زيادة في الكفر )) قال : حجوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجوا في المحرم عامين ، ثم حجوا في صفر عامين ، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة ، ثم حج النبي في ذي الحجة ، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته : (( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض )) ، رواه ابن عباس وغيره ، واللفظ له قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا في هذا الموقف أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم حرام إلى يوم تلقون ربكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . وقد بلغت ، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون ، قضى الله أن لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله ، وإن كل دم في الجاهلية موضوع ، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد ، أيها الناس ، فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فقد رضي به ، فاحذروه أيها الناس على دينكم ، وإن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا إلى قوله ما حرم الله ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )) ، وذكر سائر الحديث . اهـ . المرجع : أحكام القرآن لأبن العربي 2 / 503 - 504

2 ) أما التشاؤم من شهر صفر فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض الناس .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد )) رواه البخاري حديث رقم 5387 ومسلم 2220

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : و ( صفر ) فُسِّر بتفاسير :
الأول : أنه شهر صفر المعروف ، والعرب يتشاءمون به
الثاني : أنه داء في البطن يصيب البعير ، وينتقل من بعير إلى آخر ، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام
الثالث : صفر : شهر صفر ، و المراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا ، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر ، يحلونه عاماً و يحرمونه عاماً
و أرجحها : أن المراد : شهر صفر ، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية

و الأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر

و بعض الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس و العشرين - مثلاً - من صفر أرَّخ ذلك وقال : انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير ، فهذا من باب مداواة البدعة بالبدعة ، فهو ليس شهر خير و لا شر ؛ و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال : ( خيراً إن شاء الله ) ، فلا يقال خير و لا شر ، بل هي تنعق كبقية الطيور .اهـ

المرجع : مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله 2 / 113 ، 115

ثانياً : ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية
وقد سبق حديث أبي هريرة في الصحيحين ، وفيه بيان أن اعتقاد أهل الجاهلية في صفر مذموم ، فهو شهر من شهور الله لا إرادة له إنما يمضي بتسخير الله له

ثالثاً : ما يوجد في هذا الشهر من البدع و الاعتقادات الفاسدة عند بعض الناس
1 ) سئلت اللجنة الدائمة : إن بعض العلماء في بلادنا يزعمون أن في دين الإسلام نافلة يصليها يوم الأربعاء آخر شهر صفر وقت صلاة الضحى أربع ركعات ، بتسليمة واحدة تقرأ في كل ركعة : فاتحة الكتاب وسورة الكوثر سبع عشرة مرة ، وسورة الإخلاص خمسين مرة ، والمعوذتين مرة مرة ، تفعل ذلك في كل ركعة ، وتسلم ، وحين تسلم تشرع في قراءة قوله تعالى : (( الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) ثلاثمائة وستين مرة ، وجوهر الكمال ثلاث مرات ، واختتم بسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
وتصدَّق بشيء من الخبز إلى الفقراء ، وخاصية هذه الآية لدفع البلاء الذي ينزل في الأربعاء الأخير من شهر صفر .
وقولهم إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات ، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ، فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها ، فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة : حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنزل في ذلك اليوم ، ولم يحسم حوله لتكون محواً يشرب منه من لا يقدر على أداء الكيفية كالصبيان ، وهل هذا هو الحل ؟

فأجاب علماء اللجنة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وبعد :

هذه النافلة المذكورة في السؤال لا نعلم لها أصلاً من الكتاب ولا من السنَّة ، ولم يثبت لدينا أنَّ أحداً من سلف هذه الأمَّة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة ، بل هي بدعة منكرة .

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) و قال : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) .

و من نسب هذه الصلاة و ما ذُكر معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم : فقد أعظم الفرية ، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين . اهـ .
المرجع : فتاوى اللجنة الدائمة 2 / 354 .

2 ) و قال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري :
قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ (( سلام على نوح في العالمين )) إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني و يشربون و يتبركون بها و يتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور ، وهذا اعتقاد فاسد ، وتشاؤم مذموم ، وابتداع قبيح يجب أن يُنكره كل من يراه على فاعله .
المرجع : السنن والمبتدعات ص 111 ، 112 .

رابعاً : ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
وهي كثيرة ، و يمكن اختيار بعضها :
1 ) قال ابن القيم رحمه الله : ثم غزا بنفسه غزوة ( الأبواء ) ويقال لها ودَّان ، وهي أول غزوة غزاها بنفسه ، وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهراً من مهاجره ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض ، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة ، وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش ، فلم يلق كيداً .

وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ بن عمرو الضمري وكان سيد بني ضمرة في زمانه على ألا يغزو بني ضمرة ولا يغزوه ، ولا أن يكثِّروا عليه جمعاً ولا يعينوا عليه عدوا وكتب بينه وبينهم كتابا وكانت غيبته خمس عشرة ليلة .
المرجع : زاد المعاد 3 / 164 ، 165

2 ) وقال رحمه الله : فلما كان صفر - ( سنة ثلاث من الهجرة ) - قدم عليه قوم من عَضَل و القارة ، وذكروا أن فيهم إسلاما ، وسألوه أن يبعث معهم من يعلِّمهم الدين ، ويقرؤهم القرآن ، فبعث معهم ستة نفر - في قول ابن إسحاق ، وقال البخاري : كانوا عشرة - وأمَّر عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، وفيهم خبيب بن عدي ، فذهبوا معهم ، فلما كانوا بالرجيع - وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز - غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا فجاؤوا حتى أحاطوا بهم فقتلوا عامتهم واستأسروا خبيب بن عدي وزيد بن الدَّثِنة ، فذهبوا بهما وباعوهما بمكة وكانا قَتلا من رؤوسهم يوم بدر .

3 ) وقال رحمه الله : وفي هذا الشهر بعينه وهو صفر من السنة الرابعة كانت وقعة ( بئر معونة ) و ملخصها : أن أبا براء عامر بن مالك المدعو ملاعب الأسنَّة قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فدعاه إلى الإسلام فلم يسلم ، ولم يبعد ، فقال : يا رسول الله لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبونهم ، فقال : إني أخاف عليهم أهل نجد ، فقال أبو براء : أنا جار لهم ، فبعث معه أربعين رجلا في قول ابن إسحاق ، وفي الصحيح أنهم كانوا سبعين ، والذي في الصحيح : هو الصحيح ، وأمَّر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة الملقب بالمعنق ليموت ، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرائهم فساروا حتى نزلوا بئر معونة - وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم - فنزلوا هناك ، ثم بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم بكتاب رسول الله إلى عدو الله عامر بن الطفيل فلم ينظر فيه ، وأمَر رجلا فطعنه بالحربة من خلفه ، فلما أنفذها فيه ورأى الدم قال : فزت ورب الكعبة ، ثم استنفر عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء ، فاستنفر بني سليم فأجابته عصية و رعل و ذكوان ، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد بن النجار فإنه ارتُثَّ - ( أي : رفع وبه جراح ) - بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق ، وكان عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة بن عامر في سرح المسلمين فرأيا الطير تحوم على موضع الوقعة فنزل المنذر بن محمد فقاتل المشركين حتى قتل مع أصحابه وأسر عمرو بن أمية الضمري ، فلما أخبر أنه من مضر جز عامرٌ ناصيته وأعتقه عن رقبة كانت على أمِّه ، ورجع عمرو بن أمية ، فلما كان بالقرقرة من صدر قناة - ( اسم موضع ) - نزل في ظل شجرة ، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه ، فلما ناما فتك بهما عمرو وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابه ، وإذا معهما عهدٌ من رسول الله لم يشعر به ، فلما قدم أخبر رسول الله بما فعل فقال : لقد قتلتَ قتيلين لأَدِينَّهما .
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3 / 246 - 248 .

4 ) وقال ابن القيم رحمه الله : فإن خروجه - ( أي : إلى خيبر ) - كان في أواخر المحرم لا في أوله وفتحها إنما كان في صفر .
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3 / 339 ، 340 .

5 ) وقال رحمه الله : فصل في ذكر سرية ( قطبة بن عامر بن حديدة ) إلى خثعم .
وكانت في صفر سنة تسع ، قال ابن سعد : قالوا : بعث رسول الله قطبة بن عامر في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية تبالة ، وأمَره أن يشن الغارة ، فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها ، فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم ، فجعل يصيح بالحاضرة ، ويحذرهم ، فضربوا عنقه ، ثم أقاموا حتى نام الحاضرة فشنوا عليهم الغارة فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً ، وقَتل قطبة بن عامر مَن قتل ، وساقوا النَّعم والنساء والشاء إلى المدينة ، وفي القصة أنه اجتمع القوم ، وركبوا في آثارهم فأرسل الله سبحانه عليهم سيلاً عظيماً حال بينهم وبين المسلمين فساقوا النَّعم والشاء والسبي وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم حتى غابوا عنهم .
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3 / 514 .

6 ) وقال رحمه الله : وقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وفد عُذرة في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلاً فيهم جمرة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( مَن القوم ؟ فقال متكلمهم : من لا تنكره نحن بنو عذرة ، إخوة قصي لأمِّه ، نحن الذين عضدوا قصيّاً ، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر ، ولنا قرابات وأرحام ، قال رسول الله : مرحبا بكم وأهلا ما أعرفني بكم ، فأسلموا ، وبشرهم رسول الله بفتح الشام وهرَب هرقل إلى ممتنع من بلاده ، ونهاهم رسول الله عن سؤال الكاهنة ، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها ، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية ، فأقاموا أياماً بدار رملة ثم انصرفوا وقد أجيزوا )) .
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3 / 657 .

خامساً : ما ورد من أحاديث مكذوبة عن شهر صفر :
1 ) حديث : (( من بشرني بخروج صفر بشرته بالجنة ))
أنظر : كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 309 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 438 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة 1 / 337

2 ) حديث : (( يكون صوت في صفر ثم تتنازع القبائل في شهر ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى و رجب ))

قال ابن القيم رحمه الله : فصل أحاديث التواريخ المستقبلة :
ومنها : أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا ، مثل قوله : إذا كانت سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت ، وإذا كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت .
وكقول الكذاب الأشر : إذا انكسف القمر في المحرم : كان الغلاء والقتال وشغل السلطان ، وإذا انكسف في صفر : كان كذا وكذا .
واستمر الكذاب في الشهور كلها .
وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى .
المرجع كتاب المنار المنيف لابن القيم ص 64

والله أعلم

اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

الأحد، 2 أغسطس 2020

مصطفى كمال أتاتورك


بعض جرائم مصطفى كمال اتاتورك ضد الإسلام و... - معلومات تاريخية ...

مصطفى كمال أتاتورك
مصطفى كمال أتاتورك هو طاغية العصر، وإمام العلمانيين، وقدوة العملاء والخائنين صار مثالاً لكل كاره ومبغض لدين الإسلام، فمن هو أتاتورك ؟مصطفى كمال أتاتورك
هو طاغية العصر، وإمام العلمانيين، وقدوة العملاء والخائنين، صار مثالاً لكل كاره ومبغض لدين الإسلام، ونموذجًا يحتذى به في كيفية إختراق الصف المسلم والتغلغل بداخلة من أجل تفريقه وتمزيقه، وبالجملة فهو أشر خلق الله في عصره، ولا يعلم أحد كان نكبة على أمة الإسلام مثلما كان هذا المجرم اللعين، ولكن هذا لا ينفي أن الجو المحيط بأمة الإسلام هو الذي أسهم وبشدة في ظهور مثل هذا الشيطان الرجيم، الذي أسقط الخلافة وأصبح مثل الصنم يطوف حوله كل كاره ومبغض للدين، إنه مصطفى كمال الملقب بـ أتاتورك أي: أبو الأتراك.

وُلد مصطفى كمال أتاتورك في مدينة سلانيك «ضمت لليونان الآن» عام 1298هـ - 1881م، من سفاح، وتسمى أمه زبيدة، وقد نسبت مصطفى لأحد موظفي الدولة في سلانيك واسمه "علي رضا"، وينتمي مصطفى كمال لأصول صربية، وأجداده من طائفة يهود الدونمة [1]، وهم طائفة من اليهود أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية من أجل العمل على إسقاط الدولة العثمانية، وإفساد عقائد المسلمين.

انتقل مصطفى كمال أتاتورك من سلانيك إلى إستانبول سنة 1318هـ للالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج فيها سنة 1322هـ برتبة رائد، وعين في لواء الفرسان الثلاثين التابع للجيش الخامس في الشام، وهناك حاول تأسيس جمعية سرية من الأتراك المنفيين بالشام، لينافس بها جمعية الاتحاد والترقي ولكنه فشل، وكان رجال الاتحاد والترقي خاصة أنور باشا يكرهونه بشدة بسبب انحلاله وفجوره.

أخذ مصطفى كمال أتاتورك في البحث عن أي وسيلة للاشتهار حتى يلمع نجمه وسط رجال الاتحاد والترقي، فانضم لجيش محمود شوكت الذي توجه لإستانبول من سلانيك ليخلع السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1327هـ وذهب إلى ليبيا لمحاربة الإيطاليين كنوع من الدعاية، ولكن مع أول مواجهة حقيقية على خط النار فر مثل الفأر المذعور، وكانت بداية شهرة مصطفى كمال الحقيقية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث فرَّ معظم رجال الاتحاد والترقي بسبب هزيمة الدولة العثمانية وضياع معظم أملاكها في الحرب، وأصبح الطريق خاليًا أمام مصطفى كمال أتاتورك، ومن حسن طالعه أنه كان على علاقة وثيقة بالخليفة الجديد "وحيد الدين" قبل أن يلي الخلافة، فرقاه لرتبة مفتش عام للجيوش وزوده بصلاحيات واسعة، وعندها بدأ الإنجليز في الاتصال به والتنسيق معه للعمل على إسقاط الخلافة العثمانية، وبالأسلوب الإنجليزي المعروف بدأت عملية تلميع مصطفى كمال أتاتورك وإظهاره بصورة البطل القومي وأنه أشد الرجال خطورة على أوروبا والإنجليز، والأسد الثائر الذي يقلق مضاجع الاستعمار، وإمعانًا في التضليل أخذ مصطفى كمال أتاتورك في الظهور بالمظهر الإسلامي وإلقاء الخطب في المناسبات الدينية ويدافع عن الخلافة في كل موطن، مع أنه غارق لأذنيه في الزنا والفواحش والخمر.

وبعد أن انتصر الأتراك على اليونانيين في معركة سقاريا سنة 1345هـ، أصبح مصطفى كمال أتاتورك بطل الأمة القومي، والمتحكم الفعلي في البلاد، وأنصاره يسيطرون على مجلس النواب والمجالس المحلية، وبعد سلسلة طويلة من المناورات وبمساعدة قوية من الإنجليز تخلص مصطفى كمال أتاتورك من جميع معارضيه، وشوه صورة الخليفة وحيد الدين عندما أظهر للناس بنود معاهدة سيفر التي أُجبر وحيد الدين على توقيعها تحت التهديد الإنجليزي باحتلال إستانبول، واضطر وحيد الدين للاستقالة، وحل مكانه عبد المجيد الثاني والذي لم يمكث سوى ثلاثة أيام وأعلن مصطفى كمال أتاتورك بعدها وفي 27 رجب1341هـ إلغاء الخلافة العثمانية وقيام الجمهورية التركية.

تولى مصطفى كمال رياسة الجمهورية التركية وتلقب بـ أتاتورك، وبدأ يوفي لأسياده الإنجليز وأستاذه الخفي الذي لا يعرفه معظم الناس ألا وهو الحاخام نعوم كبير حاخامي تركيا منفذ الخطة اليهودية لهدم الخلافة العثمانية.

كما عمل على هدم الإسلام بكل قوة في تركيا، وبدأت عملية بشعة لسلخ الأتراك من هويتهم الإسلامية بإشراف كامل من الإنجليز، فألغى وزارة الأوقاف والمدارس الدينية وحول الجوامع إلى متاحف ومنع رحلات الحج والعمرة، وألغى الحجاب والحروف العربية، وألزم الأتراك بالتعبد باللغة التركية، ونقل الإجازة الأسبوعية ليوم الأحد مثل النصارى، وألزم الناس لبس القبعة الفرنجية[2]، وألغى الأعياد والمناسبات الدينية، وباع أذربيجان للروس، وقضى على الحريات والمعارضين لسياساته وجعل وسائل الإعلام لا تتحدث إلا عن بطولاته وفتوحاته وأخباره وكلها مكذوبة.

ولم يكتفِ أتاتورك بذلك بل ألغى الحروف العربية واستعمل الأحرف اللاتينية وأعلن العلمانية دينًا جديدًا للبلاد , وكان يخطب في الناس قائلاً: لقد انتهى العهد الذي كان الشعب فيه يخدع بكلمات هي خاصة بالطبقات الدنيا أمثال: كربلاء, حفيد الرسول, الإيمان, القدس.

أخلاق أتاتورك:
كما قلنا من قبل إن أتاتورك كان ولد زنا وولد الزنا شر الثلاثة إذا فعل فعلة أبويه كما ورد ذلك في الأثر فلقد كان أتاتورك فاسقًا ماجنًا شروبًا للخمر لا يكاد يفيق من شربه.

واشتهر أتاتورك بركوب الفواحش وكان مجاهرًا بها، كما اشتهر بشذوذه مع رغم أنه عُدِم الرجولة[3].

أما عن عشيقاته فحدث ولا حرج فقد كان يستمعل وزير خارجيته توفيق رشدي سمسارًا لشهواته، وكان عنده ثلاثون فتاة أطلق عليهن بناته بالتبني وأوصى لهن بمقادير ثابتة طيلة حياتهن وكن يقمن بالرقص في حفلاته وهن شبه عاريات, وبلغ به الشذوذ أنه كان يلبس الخدم في قصره ملابس النساء ويرقص معهم وهو مخمور.

كان أتاتورك من أكثر الناس جبنًا وهلعًا، وحقًا من خاف الله أخاف منه كل شئ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ.

كان أتاتورك من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان في فندق بارك، وكان المؤذن يؤذن في المسجد الصغير الكائن أمام الفندق مباشرة فإذا بـ أتاتورك يلتفت لمن حوله قائلاًَ: "من قال بأننا مشهورون؟ وما شهرتنا نحن؟ انظروا إلى هذا الرجل، -يعنى: النبي صلى الله عليه وسلم- كيف أن اسمه يتكرر في كل لحظة في جميع أنحاء العالم" ثم أمر بهدم المنارة.

أتاتورك وخاتمة السوء :
كان أتاتورك شديد الخوف على نفسه؛ لذلك فقد أحاط نفسه بكبار الأطباء، ومع ذلك لم يكتشفوا أنه كان مريضًا بالكبد حتى وصل لمرحلة التليف الذي أصابه بالاستسقاء، واحتاج إلى سحب الماء من بطنه بالإبر ثم أصابه الله بمرض الزهري نتيجة شذوذه وفحشه.

وفي مرض موته ابتلاه الله بحشرات صغيرة حمراء لا تُرى بالعين سببت له الحكة والهرش حتى أمام زواره من السفراء والكبراء حتى ظهرت على وجهه ويكتشف أن السبب وراء ذلك نوع من النمل الأحمر الذي لا يوجد إلا في الصين !!

سبحان الله -من الصين إلى تركيا- ليذل الله عز وجل به هذا المجرم الهالك، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[المدثر:31] ويظل على عذابه من سنة 1356هـ حتى سنة 1358هـ حيث يهلك ويرحل إلى مزبلة التاريخ في 16 شعبان 1358هـ.

وبعد موته أختلف الناس في الصلاة عليه فرأى رئيس الوزراء عدم الصلاة عليه ويصمم رئيس الجيش على الصلاة عليه، فيصلي عليه شرف الدين أفندي مدير الأوقاف الذي كان أخبث وأسوء من أتاتورك نفسه.

وإذا كان الغراب دليل قوم .. فلا فلحوا ولا فلح الغراب

والعجيب أن مصطفى كمال أتاتورك قد رشح سفير إنجلترا بتركيا ليخلفه في حكم تركيا بعد وفاته ليثبت لأسياده الإنجليز مدى وفائه وثباته على ذلك حتى النهاية.

[1] يهود الدونمة هم اليهود الذين خرجوا من الأندلس عند سقوطها في يد الصليبيين الذين اضطهدوا اليهود فخرجوا منها هائمين على وجوههم ولفظتهم كل البلاد لسمعتم الشهيرة في الشر والفساد حتى توسطت لهم الأفعى روكسلان اليهودية زوجة الخليفة العثماني سليمان القانوني فوافق على استضافتهم في بلاد المسلمين، وكان لهم الدور الأكبر في خلع السلطان عبد الحميد وإسقاط الخلافة.
[2] القبعة هي العلامة الثالثة عند النصارى بعد الصليب والزنار وكانت علامة دينية وضعت من قبل الصليبيين أثناء الحروب الصليبية ثم أصبحت بعدها قومية وقد اعتبرت القبعة كعلامة للكفر كما قال النووي رحمه الله.
[3] جاء ذلك على لسان زوجته لطيفة هانم التي فضحته وكشف كثيرًا من شذوذه ومحاولاته المتكررة للاعتداء على محارمه، حتى إنه حاول مرة الاعتداء على شقيقة زوجته الصغرى ولما هربت منه كاد أن يقتلها هي وزوجته لطيفة.
السبت، 16 مايو 2020

(( ضرورة تعليم العقيدة للناشئة))

(( ضرورة تعليم العقيدة للناشئة)) مع نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم في ذلك


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن حاجتنا إلى العقيدة فوق كل حاجة، وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة ، لأنه لا سعادة للقلوب ، ولا نعيم ، ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وفاطرها تعالى .
ولقد أرسل الله رسله جميعاً بالدعوة إلى التوحيد قال تعالى [ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ][النحل :36]  ويقرر  الله سبحانه وتعالى أيضاً هذه الحقيقة ويؤكدها ، ويكررها في قصة كل رسول على وجه الانفراد[ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ][المؤمنون : 23]
[ وإلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ ] [الأعراف : 65]
  وهي الكلمة نفسها التي تكررت على لسان صالح وشعيب وموسى وعيسى- عليهم الصلاة والسلام- ، حتى أصبحت قاعدة عامة : [ ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا  فَاعْبدُونِ ] [الأنبياء : 25]
  فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وهو أول ما يدخل به المرء في الإسلام ، وأخر ما يخرج به من الدنيا ، فهو أول واجب وآخر واجب .
ولقد أمضى نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم  حياته في الدعوة إلى هذه العقيدة وجاهد أعدائه من أجلها قال  صلى الله عليه وسلم  ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ...) (رواه الشيخان)
بل وأرسل رسله وأمرهم أن يبدءوا بالدعوة إلى العقيدة قبل كل شيء كما في قصة معاذ بن جبل- رضي الله عنه -عندما بعثه إلى اليمن : قال إنك تأتى قوماً أهل  كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه : عبادة الله وحده ، فإن هم أطاعوا لذلك ....) (أخرجه الشيخان)
وإن من الصور الظاهرة في دعوة النبي   صلى الله عليه وسلم   إلى العقيدة حرصه على دعوة الأطفال إليها وغرسه لها في قلوبهم وتعليمه  صلى الله عليه وسلم  العقيدة لهم بأسلوب واضح ومناسب وكذلك سار أصحابه  رضي الله عنهم  من بعده على هذا وقد راجعت عدداً من كتب السنة والسيرة مراجعة أولية فوجدت شواهد كثيرة جداً لذلك أشرت إلى شيء منها في أهمية الموضوع وسوف أقوم إن شاء الله  بجرد عدد من هذه الكتب  وأستخرج ما فيها مما له علاقة بهذا الموضوع .
بل و لقد اهتم النبي  صلى الله عليه وسلم  بأمر العقيدة في مرحلة متقدمة جداً من مراحل الطفولة وهي مرحلة الولادة, كما في حديث التأذين في أذن المولود , قال ابن القيم (رحمه الله) في بيان سر ذلك :
(وسر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.... وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها) (1)

ولذلك فمن الواجب على الأمة جميعاً وعلى الآباء والأمهات والمعلمين أن يسعو بجد لتقريب هذه العقيدة للناشئة خصوصاً في هذا الزمان الذي كثرة فيه فتن الشبهات وفتن الشهوات وكثر فيه دعاة الظلال وتنوعت أساليبهم ومناهجهم لذلك يجب على المربين والمصلحين أن يغرسوا في قلوبهم الناشئة حب هذه العقيدة والثبات عليها في كل أحوالهم ولعلي من خلال النقاط التالية أذكر بإيجاز شيء مما يبين ضرورة تعليم العقيدة للناشئة وشدة حاجة الأمة لذلك مع سرد بعض النماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه رضي الله عنهم  فمن ما يبين أهمية هذا الموضوع :

1- أن الاهتمام بتعليم العقيدة للناس ودعوتهم لها  ولاسيما الصغار هو منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمصلحين من بعدهم ومن ذلك قوله تعالى عن نوح في دعوته لولده وتحذيره من مصاحبة أهل الضلال ( يَا بَنِيَّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) وكذلك يقول تعالى عن إبراهيم حين وصى بها أبناءه (ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وفي أول وصايا لقمان لأبنه تحذيره له  من الشرك قال تعالى (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )  وهذا نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم  يوصي ابن عباس رضي الله عنهما فيقول ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ........... ). 
2- أن في العناية بعقيدة الصغار إقتداء بالرسول  صلى الله عليه وسلم  ولا يخفى أن الإقتداء به عبادة لله عز وجل وسبب للتوفيق للحكمة, قال سعيد بن إسماعيل الزاهد: ( من أقر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة, ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة, لأن الله يقول: (وإن تطيعوه تهدوا)(2)
3- تعليم العقيدة رأس العلوم وأساسها ، فإذا تعلم الطفل العقيدة وغرست في قلبه وفق المنهج النبوي فالعبادات وسائر فروع الدين تأتي بالتبع
4- ما نراه من إهمال بعض الآباء تعليم أولادهم أمور دينهم وأهمها أمر العقيدة بحجة أنهم مازالوا صغار فإذا كبروا لم يستطيعوا تعليمهم, كما أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله حيث قال : ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه, وتركه سدا فقد أساء غاية الإساءة, وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه, فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم,ولم ينفعوا آباءهم كباراً)(3)
5- أن الاهتمام بتعليم الأطفال وتنشئتهم على الاعتقاد الصحيح هو سبب حماية الأمة بإذن الله من الزيغ  والضلال ولذلك لما قال رجل للأعمش (رحمه الله) هؤلاء الغلمان حولك ؟! قال : اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك .(4)
6- كثرة البرامج الموجهة للأطفال في وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمقروءة) والتي يهدف كثير منها إلى غرس عقائد فاسدة في نفوس الأطفال يقابل ذلك إهمال تعليمهم العقيدة السليمة ولذلك تتأصل في نفوسهم هذه العقائد الباطلة .
7- وجود خطر عظيم على عقائد الأطفال من بعض الخادمات الموجودة في المنازل والتي تسعى لمحاربة ما عند الأطفال من فطر سليمة  وتغذيهم بعقائد فاسدة حتى تتأصل هذه العقائد في نفوس أولئك الناشئة في حال غياب الرقيب المدرك لخطورة ذلك الأمر.
8 - ما أوصى به عدد من العلماء والباحثين من وجوب الاعتناء بأمر الصغار وتعليمهم العقيدة والتركيز عليها بالأسلوب المناسب ومنهم على سبيل المثال :
أ) الإمام ابن القيم (رحمه الله) في تحفة المولود حيث قال عن الأطفال :
(فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا ) (5)
ب) الإمام/ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) في مقدمة كتابه تعليم الصبيان التوحيد حيث قال ( فهذه رسالة نافعة. فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن ) وغيرهم كثير (6)
9- أن تعليم العقيدة الصحيحة للصغير أفضل وأسهل في قبولها من تعليمه بعد ذلك لأنها موافقة للفطرة التي فطر عليها ولم يصل إليها ما يدنسها من أفكار مخالفة ولأن التعليم في الصغر ليس كالتعليم في الكبر إذ الكبير تكثر عنده الشواغل والصوارف وقد قيل في الحكمة  (التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.... )
أن الاهتمام بتربية النشء على عقيدة صحيحة واضحة سبب عظيم في عصمته من الفتن  والانحرافات في حياته المستقبلية والواقع يشهد لهذا فيمن نشأ على عقيدة سلفية بسلامته من مظاهر الانحراف ( الشرك أو البدع أو الفتن)
11-  الخلط الواقع عند كثير من الباحثين في علوم التربية بل والخطاء العظيم في هذا الباب حيث زعم بعضهم أن تعليم العقيدة لا يناسب عقول الصغار ومن ذلك :
قول (رو سو) فيما نقل عنه أن الطفل لا يعلم شيئا عن الله حتى يبلغ الثامنة عشر لأن الطفل كما زعم لا يدرك هذه المعاني في هذا العمر.(7)
وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لهؤلاء الباحثين الذين لم تستنر نظرياتهم بنور النبوة وعقيدة الإسلام يساهم في انتشار هذه المبادئ ، وعليه فإن بيان المنهج النبوي في تعليم العقيدة يدحض مثل تلك النظريات ولذا فسوف أسوق في أخر هذا البحث نماذج يسيرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه رضي الله عنهم  تبين كيف كان اهتمامهم بتعليم العقيدة للناشئة في مراحل متقدمة من حياتهم كما أنني عازم إن شاء الله على الكتابة في هذا الموضوع بشكل موسع بعد إكمال استعراضي لكثير من كتب السنة والسيرة  ييسر الله لي إتمام ذلك   .
12- مما يدل على ضرورة تعليم العقيدة للناشئة أن المخالفين لأهل الإسلام ولأهل السنة خصوصاً يهتمون بغرس العقائد في قلوب أطفالهم ، فاليهود مثلاً يهتمون اهتماماً بالغاً بتعليم أطفالهم عقائدهم ولقد ذكر الإمام ابن القيم (رحمه الله) عنهم أنهم كانوا كثيرا ما يسمون أولادهم ب ( عما نويل ) ومعنى هذه الكلمة إلهنا معنا
والرافضة يعلمون أولادهم بغض الصحابة حتى إنهم يخفون لعبة الطفل فإذا طلبها قالوا له أخذها بكير (يعنون أبو بكر رضي الله عنه  ) حتى ينشأ الطفل على كره أبي بكر رضي الله عنه  .

أخيراً :
 نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم  تبين كيف كان اهتمامه بعقيدة الناشئة وهي نماذج كثيرة منها على سبيل المثال :

1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي  صلى الله عليه وسلم  يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .  صحيح البخاري ج3/ص1233

2- عن أبي هريرة  رضي الله عنه  قال أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  كخ كخ ثم قال أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة . صحيح البخاري ج2/ص542 وأنظرشرحه في فتح الباري ج3/ص355

3- عن أبي هريرة  رضي الله عنه  قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .... ) صحيح البخاري ج1/ص456

4- عن أبي موسى  رضي الله عنه  قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم  فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى صحيح البخاري ج5/ص2081

5- عن جابر  رضي الله عنه  عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله .....) صحيح البخاري ج3/ص1195

6- عمر بن أبي سلمة  رضي الله عنه  يقول كنت غلاما في حجر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم  يا غلام سم الله .... ) صحيح البخاري ج5/ص2056

7- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يوما فقال ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك )  الترمذي ج4/ص667

8- عن أبي رافع  رضي الله عنه  قال رأيت رسول الله   صلى الله عليه وسلم  ( أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة.... ) الترمذي ج4/ص97 وقال هذا حديث حسن صحيح

9- عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله   صلى الله عليه وسلم   كلمات أقولهن في قنوت الوتر( اللهم اهدني .... وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت ) سنن أبي داود ج2/ص63

10- عن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال قال لي رسول الله   صلى الله عليه وسلم  ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك ) الترمذي ج5/ص59

11 - عن معاذ  رضي الله عنه  قال أوصاني رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بعشر كلمات قال .... وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله . مسند أحمد بن حنبل ج5/ص238

12- عن أنس بن مالك  رضي الله عنه  قال خدمت النبي   صلى الله عليه وسلم  عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلامني فان لامني أحد من أهل بيته قال دعوه فلو قدر أو قال لو قضي أن يكون كان . مسند أحمد بن حنبل ج3/ص231

13- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله عز وجل على نبيه   صلى الله عليه وسلم  (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) تلاها رسول الله   صلى الله عليه وسلم  على أصحابه ذات ليلة أو قال يوم فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي   صلى الله عليه وسلم  يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال ( يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة .... ) المستدرك ج2/ص382

14-
 عن أنس بن مالك  رضي الله عنه  قال كان غلام يهودي يخدم النبي   صلى الله عليه وسلم  فمرض الغلام فأتاه النبي   صلى الله عليه وسلم  يعوده فقال ( يا غلام أسلم قل لا إله إلا الله فجعل الغلام ينظر إلى أبيه فقال له أبوه قل ما يقول لك محمد   صلى الله عليه وسلم  فقال لا إله إلا الله وأسلم فمات فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لأصحابه صلوا عليه وصلى عليه النبي  صلى الله عليه وسلم  ) المستدرك ج4/ص323

15-
 عن علي بن أبي طالب  رضي الله عنه  قال شهدت رسول الله   صلى الله عليه وسلم  حين صالح نصارى بنى تغلب على أن لا ينصروا الأبناء فإن فعلوا فلا عهد لهم قال علي لو فرغت لقاتلتهم . مصنف عبد الرزاق ج6/ص50

16- عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  من ربى صغيرا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله . المعجم الأوسط ج5/ص130

17-
 عن علي  رضي الله عنه  قال قال رسو الله  صلى الله عليه وسلم أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن ....) ذكره في كنز العمال ج16/ص189

18-
 عن ابن عمرو رضي الله عنه  قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله ثم لا تبالوا متى ماتوا) عمل اليوم والليلة لابن السني ج1/ص373

19-
 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله .... ) شعب الإيمان ج6/ص398

وأما هدي الصحابة  رضي الله عنهم   في ذلك  فكثير ومنه على سبيل المثال
1- عن عمرو بن شعيب أن عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  كان لا يدع يهوديا ولا نصرانيا ينصر ولده ولا يهوده في ملك العرب . مصنف عبد الرزاق ج6/ص48
2- عن كردوس التغلبي قال قدم على عمر رضي الله عنه  رجل من تغلب فقال له عمر إنه قد كان لكم نصيب في الجاهلية فخذوا نصيبكم من الإسلام فصالحه على أن أضعف عليهم الجزية ولا ينصروا الأبناء . مصنف عبد الرزاق ج6/ص50
3- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه  قال موضع التميمة من الإنسان والطفل شرك . مصنف ابن أبي شيبة ج5/ص35
4- عن جندب البجلي  رضي الله عنه  قال كنا فتيانا حزاورة مع نبينا   صلى الله عليه وسلم  فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان . شعب الإيمان ج1/ص76
5- وهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً ، لم يفطم بعد ، فجعلت تلقن أنساً قل : لا إله إلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا الله ، ففعل ، فيقول لها أبوه : لا تفسدي على ابني فتقول : إني لا أفسده . سير أعلام النبلاء 2/305

هذه بعض الأمثلة وهي كثيرة جداً أسأل الله أن ييسر لي إتمام جمعها وأن ينفع بهذا الموضوع وأن يرد الأمة إليه رداً جميلاً
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
-----------------------------------------------------
(1)  تحفة المودود ص31
(2)  كتاب الجامع للخطيب البغدادي
(3)  تحفة المودود ص22
(4)  الكفاية في علم الرواية ص115
(5)  تحفة المودود ص231
(6)  من أمثال 1) الدكتور/ عبد العزيز آل عبد اللطيف في كتاب له بعنوان مقرر التوحيد
    2) عدنان حسن باحارث في رسالة تكميلية لنيل الماجستير بعنوان (مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة)
    3) الدكتورة وفاء العساف – وكيلة مركز دراسات الطالبات في جامعة الإمام ووفاء طيبة - محاضرة بقسم علم النفس كلية التربية جامعة الملك سعود في حوار نشر في موقع لها اون لاين بعنوان (كيف نغرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال)
   4) خولة درويش في مقال نشر في مجلة البيان ـ العدد 31 ص 86  محرم 1411هـ تحت عنوان(تمثل العقائد في الطفولة)
(7)  التربية عبرا لتاريخ ص 392