هل أنا من أعوان الظلمة
كان الإمام أحمد بن حنبل مسجون في قضية خلق القرآن فسمعه السجان وهو يقول: أعوان الظّلَمة كلاب جهنم.
فقال له: يا إمام وهل أنا من أعوان الظلمة؟
فال له :ﻻ.
أعوان الظلمة من يطهون طعامك ويخيطون ثيابك, أما أنت فمِن الظلمة أنفسهم.
قلتُ سبحان الله فكيف بمن يدعو للظالمين ويلمّع باطلهم ويؤيدهم عبر الإعلام على جرائمهم ويواليهم ويتمنى أن يظهروا في كل مكان برغم علمه أنهم يوالون اليهود وهم وإياهم على توجُّه واحد، وهدف واحد، فهم كما قال ربنا: "إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
ولولا هؤلاء الأعوان ،الظالم ما كان .
فالإمام ابن تيمية رحمه الله جاء إليه الجلاد, وقال يا إمام اغفر لي فأنا مأمور.
فقال له :" لوﻻ أنتم ما ظلموا"
فعلاً, لولا سحرة فرعون ما تفرعن, لولاء المصفقون والدجالون المنافقون ما شق ظالم طريقا ،وﻻ فاسق نفقاً ،وﻻ مجرم وجهة، فأعوان الظلمة يظنون أنهم لا إثم عليهم وﻻ ذنب بما يفعله الظالم وهذا نتاج لجهل والتبلُّد ،فالله أمر بالعدل ولم يأمر بالظلم قال تعالى:"إن الله يأمر بالعدل..", وقال :" وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِين".
فإذا بأعوان الظلمة يؤيدون ما لا يريده الله على ما أمر به الله، وهذا بهتان مبين، وجرم عظيم وخلق ذميم ، ومن كبائر المنكرات ، دفعهم اليه حقد أعمى ، أو فُتات من حطام الدنيا، فيبيعون آخرتهم بدنيا حقيرة ،وشهوة مثيرة، تاب سحرة فرعون وما تابوا ،وهلك فرعون وقارون والنمرود وأبو جهل فما اعتبروا وظنوا أنهم مخلدون وان وجاهتهم مانعتهم من الله ،وهم ﻻ يعلمون ان الله توعد اتباع واعوان زعيم الظلمة فرعون بسوء العذاب واشده وبلا ونكالا
قال تعالى "وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب"ِ
وآل فرعون ليسوا أهل بيته لأننا نعلم أن زوجته قد ضرب الله بها مثالاً للمؤمنين انما آل فرعون هم أتباعه وأعوانه.
فأنا أعجب ممّن وضع نفسه في هذه الكفة الهالكة فقط لمجرد الثأر لنفسه والانتصار لِهواه فمن سينصره بين يدي الله لقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم من أعوان الظلمة كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وجماعة عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال :(( خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اسمعوا سيكون بعدي أُمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم, فليس مني ولستُ منه وليس بواردٍ عليّ الحوض .